أما ما يتعلق بجماعتكم الأشراف جمع الله شملهم، وألف بين قلوبهم، فما يسع إلا احتمالهم كيف كانوا والصبر عليهم، وإن يكونوا فإن لهم أولا حق الرحم، إنما هم والد وولد وأخ، وهم العدة إن شاء الله على الأعداء والأعوان عند الحقائق على النوايب (والمرء كثير بأخيه) ومثل هذه الحادثة قد أبانت بفضل الله عن حفظهم لشرفهم، ورعاية حق سلفهم:
فاحفظ أخا لك على ما كان فيه ولو
ضاقت به النفس واحذر قول كل خلي
وكن حريصا لما فيه اجتماعكما
فإن ذلك أزكى القول والعمل
[73/ب]وقد قال أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- في وصيته للحسنين - سلام الله عليه وعليهما-: ((أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي، بتقوى الله عز وجل، ونظم أموركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدكما يقول: ((صلاح ذات البين أفضل عند الله من عامة الصلاة والصيام )) .
Shafi 338