الثالثة: الرفق بالرعية والتواضع لضعفاء الأمة المحمدية، والتحنن عليهم، وإيثارهم غالبا على كثير من أغراضه وأغراض خاصته ما شاهد الحال يغني عن السؤال، والوصف يقبح بالمحسوس بالبصر.
ورابعها: وهو ما سيأتي في الحجة على ترجيح إمامته على السيد إبراهيم وهي وجود الناصر، فإنه لم يحصل لأحد من الأئمة -عليهم السلام- ما حصل له-عليه السلام- مع هذا الإختلاف من إقبال القلوب إليه من كل قريب وبعيد، مع أن غالب الأئمة -عليهم السلام- إذا قام الإمام كثر عليه الإختلاف وقل الائتلاف، لغنى أهل الدنيا عنه بما في أيديهم، ولتفرغ كثير ممن يدعي العلم للتعليل بالقوادح عليهم كما ترى في كثير من أحوال الماضين، وهي كثيرة وهو - عليه السلام- لم يلق أحد دعوته بغير القبول، وتكاثرت نذوره فكانت أكثر من نذور أبيه وأخيه مع كثرتها- سلام الله عليهم أجمعين- وفي كل عام بل شهر بل يوم زيادة والحمدلله رب العالمين.
ويكفي دليلا لهذه الجملة أنه دعا ولم يكن عنده إلا دون المائة الرجل فتفرقوا رسلا.
Shafi 103