44

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Bincike

محمود محمد صقر الكبش

Mai Buga Littafi

مكتب الشؤون الفنية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1431 AH

وظاهرُ قولِهِ: ((ولا شيءٌ إلاَّ شَهِدَ لَهُ)) يَشمَلُ الحيوانَ والجمادَ، فهو مِن العامِّ بعدَ الخاصِّ.

وَيُؤَيِّدُهُ ما في روايةِ ابنِ خُزَيمَةَ: ((لا يَسْمَعُ صوتَهُ شجرٌ، ولا مدرٌ، ولا حجرٌ، ولا جنٌّ، ولا إنسٌ؛ إلاَّ شَهِدَ لَهُ يومَ القيامةِ))(١).

ولأبي داودَ والنَّسائيِّ مِن طريقِ يحيَى عن أبي هريرةَ رضى الله عنه بلفظ: ((المؤذِّنُ يُغفرُ لَهُ مدَّ صوتِهِ، ويشهَدُ لَهُ كلُّ رَطِبٍ ویابسٍ))(٢).

ونحوُهُ للنَّسائيِّ وغيرِهِ(٣) مِن حديثِ البَراءِ، وصحَّحَهُ ابنُ السُّنِّيِّ(٤).

فالمعنَى: أنَّهُ يستكمِلُ مغفرةَ اللهِ إِذا استَوْفَى وُسْعَهُ، فيرفَعُ الصَّوتَ فَيَبْلُغُ مِن المغفرةِ ما يَبْلُغُ الغايةَ مِن الصَّوتِ.

وقالَ بعضُهم: ((إنَّ العبارةَ واقعةٌ موقعَ التَّمثيلِ والتَّشبيهِ، والمرادُ: أنَّ المكانَ الَّذِي ينتهِي إليهِ صوتُهُ، لو قُدِّرَ أن يكونَ

(١) صحيح ابن خزيمة (١ / ٢٠٣).

(٢) أخرجَهُ أبو داود (١ / ١٤٢) برقم (٥١٥)، والنسائي (١ / ٥٠٢) برقم (١٦٠٩).

(٣) أخرجَهُ النسائي (١ / ٥٠٢) برقم (١٦١٠).

(٤) لم أقف عليه.

44