106

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Editsa

محمود محمد صقر الكبش

Mai Buga Littafi

مكتب الشؤون الفنية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

1431 AH

أجيبَ: بأنَّ الخلافةَ لا يُختارُ لها إلا مَنْ كان أكملَ حالاً، ولا يمكنُ الجمعُ بين الخلافةِ والأذانِ، فقد صحَّ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنهما أنَّهُ قالَ: «لو أطيق الأذانَ مع الخلافةِ لأذَّنْتُ». رواه أبو سعيدٍ وغيرُهُ(١).

وقال والدُهُ رضى الله عنه: «لولا الخلِّيفةُ لأذَّنْتُ»(٢) أيْ: القيامُ بأمرِ الخلافةِ، قالَ في النِّهايةِ - بالكسرِ والتَّشديد والقصْر - الخلافةُ(٣)، وهو وأمثالُهُ من الأمثلةِ كالرَّميا والدِّليلا، مصادرُ تدلُّ على معنی الكثرةِ، يريدُ بِهِ كثرةَ اجتهادِهِ في ضبطِ الأمورِ وتصريفِها.

واعتُرضَ: بأنَّ هذا في زمنِ الخلافةِ فما المانعُ في زمنِه صلى الله عليه وسلم وهم ليسوا بخلفاءَ، ومِنْ بعدِهِ لِمَن ليس بخليفةٍ؟ .

أجيب : - بأنَّ من سننِ الأذانِ حسنُ الصَّوتِ، وقد تقدَّمَ بيانُ حديثِ عبدِ الله بنِ زيدٍ حِينَ قالَ لَهُ النبي ﷺ: «قمْ معَ بلالٍ، فألقِ عليهِ؛

(١) لم يُذْكَرْ في المظانِّ إلا من قول عمرَ، ولا يصحُّ في المعنى عن ابن عمرَ حيثُ لم تشغلْهُ الخلافةُ ولم يكنْ، وانظر في البيهقي (١ / ٤٢٦)، وعبد الرزاق في المصنف (١ / ٢٠٤)، ومصنف ابن أبي شيبة (١ / ٢٠٣) وصححه ابن حجر في الفتح (٢ / ٧٧) قال بن حجر: رواه سعيد بن منصور وغيره.، وتلخيص الحبير (١ / ٢١٢).

(٢) تقدم بيانه .

(٣) النهاية (٢ / ٦٦)، والصحاح (٤ / ٥٧).

106