ندعو أن يطاع الله فيحل حلاله ويحرم حرامه ويحكم بما أنزل الله في كتابه وأن تتبع سنة نبيه وسنة الصالحين من عباد الله؛ ليس من رأينا بحمد الله الغلو في ديننا ولا الغشم في أمرنا ولا التعدي على من فارقنا؛ حكمنا اليوم فيمن ترك قبلتنا ووجه غيرها حكم نبينا فيمن ترك قبلته وحكم المسلمين من بعده فيمن وجه غير قبلتهم , وحلالنا في دار قومنا حلالنا إذا خرجنا , وحرامنا إذا خرجنا حرامنا في دار قومنا.
نعلم بحمد الله أنه لا يحرم على الخارج منا شيء هو على القاعد حلال؛ ولا يحل للقاعد منا شيء هو على الخارج حرام؛ الله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا والسنة طريقنا؛ وبيت الله الحرام قبلتنا؛ والإسلام ديننا وهو من الإيمان , والإيمان من الإسلام , والتقوى من الإيمان؛ والبر والوفا من الإيمان؛ يعض ذلك من يعض على استكمال الإيمان بما فيه وإقامة حدوده والعمل بحقوقه , ولا يثبت الإيمان بانتقاض فرائض الله ولا بالمقام على حرام الله , والإيمان هو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدأ رسول الله , وأن ما جاء به حق , والإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والجنة والنار , وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور , والأمر بالمعروف وإتيانه والنهي عن المنكر واجتنابه , وإقامة الصلاة بمواقيتها في الليل والنهار وحضورها في الجماعة , ولا يؤمن فيها ولا يقنت ولا يقتصر على المسح في الخفين عند الطهر لها، والقصر لها في السفر دون الحضر والجمعة في الأمصار الممصرة مطلقا إذا أقيمت وعند أئمة العدل في غير الأمصار الممصرة؛ إلى آخر خصال الإيمان المذكورة في محلها فالحمد لله الذي وفقنا لهذا وهدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله؛ لقد جاءت رسل ربنا بالحق نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذين ينادون أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون.
Shafi 69