باب حروب الحجاج بن يوسف لعمان تقدم أن أمر عمان صار بيد أهلها بعد افتراق الصحابة , وإنه لم يكن لعاوية ولا لمن بعده سلطان في عمان حتى صار لعبد الملك بن مروان واستعمل الحجاج على ارض العراق؛ وكان ذلك في زمن سليمان وسعيد ابنى عباد بن عبد بن الجلندى , وهما القيمان في عمان؛ فكان الحجاج يغزوهما بجيوش عظيمة , وهما يفضان جموعه ويبيدان عساكره في مواطن كثيرة , وكانا كلما أخرج إليهما جيشا هزماه واستوليا على سواده؛ إلى أن أخرج إليهما القاسم بن شعوة المزني في جمع كثير وخميس جرار فخرج القاسم بجيشه حتى انتهى إلى عمان في سفن كثيرة , فأرسى سفنه في قرية من قرى عمان يقال لها حطاط؛ فسار إليه سليمان بن عباد في الأزد , فاقتتلوا قتالا شديدا. فكانت الهزيمة على أصحاب الحجاج , وقتل القاسم وكثير من أصحابه وقواده واستولى سليمان على سوادهم , فبلغ ذلك الحجاج فأصابه أمر هائل.
Shafi 61