وأما الأحاديث فمن المحتمل أن يكون النازل على جبريل معنى صرفا فكساه حلة عبارته وبينه للرسول ﷺ بتلك العبارة وألهمه كما لقيه فأعرب الرسول بعبارة تفصح عنه هذا ما لاح لي ارتجالا والعلم عند الله وحده
المقدمة الرابعة
في بيان أنواع الحديث
ينبغي لك أن تعلم أنه ليس كل مل ينسب إلى الرسول - صلوت الله عليه - صدقا والاستدلال به جائزا فإنه روي عن شعبة ﵀ أنه قال: نصف الحديث كذب وعن أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الحديث ﵏ نحو ذلك
ولأنه نسب إليه - صلوات الله عليه - أنه قال "سيكذب علي" فهذا الخبر إن كان صدقا فلا بد من أن يكذب عليه وإن كان كذبا فقد كذب عليه وللمخافة عن هذا أوعد الشارع عليه وقال "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
وهذا إنما وقع من الثقات لا عن تعمد بل إما لنسيان كما روي عن ابن عمر ﵁ روى "إن الميت ليعذب ببكاء أهله" فبلغ ابن عباس ﵁ فقال: "ذهل أبو عبد الرحمن إنه ﵇ مر بيهودي يبكي على ميت فقال "إنه ليبكي عليه وإنه ليعذب"
1 / 10