وتتزل منهم منزلة الخطأ لا الصواب ، وعزموا على التجريد للارهاب والتفنيد نجر دوا سيف الدين برلغى وثلاثة من مقدعى الألوف ، فخر جوا فى شهر رجب وخيموا بمسجد التبن . فأرسل أقوش الأفرم بأن السلطان إنما وصل إلى البرج الأبيض بالقرب من طفس وعاد راجعا، فاطمأنوا حينئذ بعودته ولم يفهموا أغوار (حكمته . فأعادوا المحردين مسجد التين وأرسلوا إلى السلطان رسالة لا تصلر عن ذى أرب ولا تتتج إلا الحرب والحرب على لسان مغلطاى آيت أغلى وقطلوبغا تتضمن إغلاظا ووعيدا وإنكارا وتهديدا من جملها: إنك إن لم تتته وترجع فعلنا بك كما فعل بابن المعز وايناى الظاهر ، وأمثال هذا القول الذى يجرح الخواطر، فحملته الحفيظة وهذه الرسالة الغليظة الصادرة إليه من عبيده وعبيد والنه، على أن كاتب الأمراء الذين بالشام يعلمهم بهذا الكلام ويقول إن هؤلاء القوم أساءوا معاملى، ال و اعتمدوا مضاجرتى وضيقوا على وعلى م اليكى الطريق التام، واحتملت المضض والإيلام طول الأيام وما أسمعتهم شيئأ من الملام ولا شوشت عليهم بالفعال ولا بالكلام، وأخليت لهم المكان وخرجت من الأعوان والأعيان لأستريح من متا كدتهم وأبعد عن مكاوتتهم وانزويت فى هذا المعقل اللطيف الوقنعت من العيش بالطفيف : فجعلوا دأبهم أذيتى بالكتب والرسائل وتكايى فى الغدوات والأصائل . وقد ضاق الأمر ونفد الصبر ولم يبق إلا الفرار إلى بلاد التتار وهو خير ما توعدونى به من النفى إلى بلاد الكفار. فغضبوا لغضيه وأعانوه على بلوغ أربه ، ويسر الله المقاصد وهيأ له الموارد وجمع على محبته جميع القلوب، وهيأ له النجح فى كل مطلوب: شعر
إذا اشتملت على اليأس القلوب
وضاق لما به الصدر الرحيب
أتاك على قتوط منسك عون
بمن به اللطيف المستجيب
فكل الحادثات إذا تناهت
فقرون بها الفرج القريب
وأما الجاشنكير، فإنه أنفق فى الجيش وخامره الطيش، فعين للإمرة جماعة من مماليكه ليتخذهم أنصارا ويزداد بهم استظهارأ . ولما أخذ العسكر النفقة
Shafi 195