منتهى القدم في المسألة مما أدرك وعبّر عنه ترجمان اللسان والعلم. فإذا علمت هذا كله فالذي نفى الحال مطلقا، نفسية ومعنوية، حصل ما يعبر عنه بالقادرية، أو بكونه قادرا هي القدرة مثلا، أو قيامها بالمحل، ومن أثبتها جعل البياض والقدرة إذا قاما بالمحل موجبان له معنى آخر غير قيامه له، معقول في الذهن تعبر عنه بكونه أبيض، أو البياضية، أو كونه قادرا، وبالقادرية نزاع الناس فيما ذكر كما سطر.
لعل شيئا وراء هذه العبارة، وهي كونه أبيض أو البياضية أو ليس هناك إلا الذات في النفسية، وإلا الذات والصفة القائمة بها في الذات مع القدرة يعبر عن ذلك الاتصاف بإحدى العبارتين لا غير.
فعلى الأول: ثمّ معنى آخر وراء الاتصاف، وعلى الثاني: لا ثمّ التعبير يصح على قولي المثبتة والنفاة بكونه قادرا أو بالقادرية.
وممن عبر بالقادرية، والمريدية، والعالمية، والحبيبية، والسمعية، والبصرية، والكلامية ابن الحاجب (١) في عقيدته، وأبو بكر (٢)، والمقترح (٣).
وممن عبر بالكونية الإمام السنوسي، وممن عبر بالعبارتين كونه عالما مثله، والعالمية المديوني في شرحه للسلالجي، وربما
_________
(١) ابن الحاجب عثمان بن عمر (٥٧٠ - ٦٤٦ هـ = ١١٧٤ - ١٢٤٩ م): فقيه مالكي. من كبار العلماء بالعربية من مصنفاته: " منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل - ط "، " مختصر الفقه - خ " ....
(٢) وردت ترجمته فيما سبق، وانظر كتابه الإنصاف ص٣٥ وما بعدها.
(٣) انظر المقترح، شرح الإرشاد ص٣٢٧.
1 / 67