Tibyan
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Nau'ikan
تفسير التبيان ج1
وافضل افضالا وتفضل تفضلا واستفضل استفضالا وتفاضلوا تفاضلا وفاضله مفاضلة وفضله تفضيلا والمفضال: اسم المفاضلة والفضيلة: الدرجة الرفيعة في الفضل والتفضل: التوشح ورجل فضل: متفضل وامرأة متفضلة، وعليها ثوب فضل: اذا خالفت بين طرفيه على عاتقها فتتوشح به قال الشاعر: " اذا تعود فيه الفسه الفضل " وافضل فلان على فلان: اذا أناله من خيره وفضله واحسن اليه وافضل فلان من الطعام والارض والخبز: اذا ترك منه شيئا.
لغة أهل الحجاز: فضل يفضل ورجل مفضال: كثير المعروف والخير والفضائل: واحدها فضيلة وهي المحاسن والفواضل: الايادي الجميلة وثوب المفضل: ثوب تخفف به المرأة في بيتها والجمع مفاضل وامرأة مفضل: اذا كان عليها مفضل واصل الباب: الزيادة والافضال، والاحسان، والانعام نظائر ويقال فضله: اذا اعطاه الزيادة وفضله اذا حكم له بالزيادة فان قيل لم كرر قوله: " يا بني اسرائيل "؟
قلنا: لانه لما كانت نعم الله هي الاصل فيما يجب فيه شكره وعبادته، احتيج إلى تأكيدها كما يقول القائل: اذهب اذهب: اعجل اعجل وغير ذلك في الامر المهم، وايضا فان التذكير الاول ورد مجملا، وجاء الثاني مفصلا، كأنه قال اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم فيما انتم عليه من المنافع التي تتصرفون فيها وتتمتعون بها، وإني فضلتكم على العالمين ودل هذا على قوله: " وإني فضلتكم على العالمين " لانها احدى الخصال التي ذكروا بها وجاءت عاطفة فدلت على خصلة قبلها: اما مذكورة او مقدرة وإنما فضلوا بما ارسل الله فيهم من كثرة الرسل وانزل عليهم من الكتب: وقيل: تكثرة من جعل فيهم من الانبياء وما انزل الله عليهم من المن والسلوى إلى غير ذلك من النعمة العظيمة من تغريق فرعون عدوهم، ونجاتهم من عذابه، وتكثير الآيات التي يخف معها الاستدلال، ويسهل بها كثرة المشاق وهو قول اكثر أهل العلم كابي الغالية، وغيره ونظير هذه الآية قوله " واذ نجيناكم من آل فرعون " " وإذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون "
Shafi 207