وأجزاء الإنسان خاصة مخلوقة موضوعة بقدر [٢٠] خلقه. ووضع جميع هذا لعلل — أعنى أن ناحية جسد الإنسان العليا والسفلى، ومقدمه ومؤخره، واليمين واليسار: مخلوق خلقة طباعية بقدر خلقة هذا العالم. وليس ذلك فى سائر الحيوان، لأن من الحيوان ما ليس فيه جميع هذه الأعضاء؛ ومنه ما فيه هذه الأعضاء، ولكن ليس وضعها مثل وضع أعضاء الإنسان، فإن رأس الإنسان موضوع فوق جميع جسده بقدر خلقة الكل، كما قلنا فيما سلف. فأما رءوس سائر الحيوان فعلى خلاف ذلك، لأنها وإن كانت موضوعة على أجسادها، فهى مائلة إلى أسفل ناظرة إلى الأرض ، وليست هى قائمة مستقيمة ناظرة إلى الهواء والسماء مثل رأس الإنسان.
وبعد الرأس: العنق، والصدر، والظهر. فأما الصدر فهو مقدم الجسد. والظهر موضوع فى مؤخر الجسد. والبطن موضوع بعد الصدر، و〈أما〉 الصلب فتاليه. وبعد ذلك المحاشى، والوركين؛ ثم الأفخاذ، والساقان؛ ثم القدمان.
فأما الحواس وآلة الحواس، مثل العينين والمنخرين واللسان فإنها موضوعة كلها فى مقدم الوجه. فأما السمع وآلة السمع فهى موضوعة فى جوانب الرأس قبالة العينين. وعينا الإنسان قريبة بعضهما من بعض بقدر عظم رأسه أكثر من جميع الحيوان. وحس اللمس فى الإنسان لطيف جدا أكثر من سائر الحواس. وبعده حس المذاق؛ وهى فى الإنسان أيضا لطيفة. فأما سائر الحواس — أعنى البصر والمشمة والسمع — فإنها فى الإنسان دون ما هى فى كثير من الحيوان.
[chapter 16: I 16] 〈الأجزاء الباطنة. المخ〉
Shafi 41