Dawwama Bayan Mutuwa
الثبات عند الممات
Editsa
عبد الله الليثي الأنصاري
Mai Buga Littafi
مؤسسة الكتب الثقافية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٦
Inda aka buga
بيروت
قَضَيْتَ أَنْ يَذْبَحَنِي هَذَا فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ إِنَّمَا أَنَا لَكَ وَمِلْكُكَ فَبَيْنَمَا أَنَا أُخَاطِبُ سَيِّدِي وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى صَدْرِي آخِذٌ بِلِحْيَتِي لِيَذْبَحَنِي رَمَاهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ بِسَهْمٍ فَمَا أَخْطَأَ حَلْقَهُ فَسَقَطَ عَنِّي فَقُمْتُ أَنَا إِلَيْهِ وَأَخَذْتُ السِّكِّينَ مِنْ يَدِهِ فَذَبَحْتُهُ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ تَكُونَ قُلُوبُكُمْ عِنْدَ السَّيِّدِ حَتَّى تَرَوْنَ مِنْ عَجَائِبِ لُطْفِهِ مَا لَمْ تَرَوْا مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ
وَقَالَ الشَّاعِرُ ... إِنْ كَانَ سُكَّانُ الغَضَا ... رَضُوا بِقَتْلِي فَرِضَا
وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِمَا ... يَهْوَى الْحَبِيبُ مُبْغِضَا
صِرْتُ لَهُمْ عَبْدًا وَمَا ... لِلْعَبْدِ أَنْ يعترضا ...
وَقَالَ الآخر ... إِن رِضَاكُمْ فِي سَهَرِي ... فَسَلامُ اللَّهِ عَلَى وَسَنِي ...
وَقَالَ الآخَرُ ... فَمَا لِجُرْحٍ إِذَا أَرْضَاكُمْ أَلَمٌ ...
فَصْلٌ
وَقَدْ خُذِلَ خَلْقٌ كَثِيرٌ عِنْدَ مَوْتِ أَحْبَابِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ خَرَقَ ثَوْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَطَمَ وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَرَضَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلا كَبِيرًا قَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ وَكَانَ يُحَافِظُ عَلَى الْجَمَاعَةِ فَمَاتَ وَلَدٌ لابْنَتِهِ فَقَالَ مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَدْعُوَ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَجِيبُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُعَانِدُنَا فَمَا يَتْرُكُ لَنَا وَلَدًا فَعَلِمْتُ أَنَّ صَلَوَاتَهُ وَفِعْلَهُ لِلْخَيْرِ عَادَةٌ لأَنَّهُ لَا يَنْشَأُ عَنْ مَعْرِفَةٍ وَإِيمَانٍ وَهَؤُلاءِ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
1 / 41