141

The Ummah Between the Years of Trial and Action

الأمة بين سنتي الابتلاء والعمل

Mai Buga Littafi

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Nau'ikan

وإلا فالأخذ بالأسباب لا ينافي الإيمان بالقدر، بل إنه من تمامه؛ فالله ﷿ أراد بنا أشياء، وأراد منا أشياء، فما أراده بنا طواه عنا، وما أراده منا أمرنا بالقيام به، فقد أراد منا حمل الدعوة إلى الكفار وإن كان يعلم أنهم لن يؤمنوا، وأراد منا أن نكون أمة واحدة وإن كان يعلم أننا سنتفرق ونختلف، وأراد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا، وإن كان يعلم أن بأسنا سيكون بيننا شديدًا وهكذا ...
فالخلط بين ما أريد بنا، وما أريد منا، وبين الأمر الكوني القدري، والشرعي الديني هو الذي يُلبِس الأمر، ويوقع في المحذور.
ثم لا ريب أن الله ﷿ هو الفعال لما يريد، الخالق لكل شيء، الذي بيده ملكوت كل شيء، الذي له مقاليد السماوات والأرض.
ولكنه ﵎ جعل لهذا الكون نواميس يسير عليها؛ وقوانين ينتظم بها، وإن كان هو ﷿ قادرًا على خرق هذه النواميس وتلك القوانين، وإن كان - أيضًا - لا يخرقها لكل أحد.

1 / 141