أين حال المسلمين الآن من حالهم قبل تسعين سنة؟ أين هم لما سيطر الشيوعيون على روسيا، وانقلبوا على الحكم القيصري؟ ماذا فعل زعماء الشيوعية؟ يكفي أن نمثل بواحد منهم فحسب، إنه المجرم ستالين الذي قتل إبان فترة حكمه ثلاثين مليونًا من البشر، جُلُّهم من المسلمين.
إن أكثر المسلمين في ذلك الوقت لم يكونوا ليعلموا عن إخوانهم آنذاك شيئًا، بل إن كثيرًا منهم لم يعلموا أن الجمهوريات الإسلامية التي استولى عليها الشيوعيون -كانت بلادًا إسلامية إلا بعد أن انهارت الشيوعية قريبًا.
أما الآن فإن المسلمين على درجة من الوعي والإدراك، والسعي في مصالح إخوانهم، والمؤمل أكثر من ذلك، وإنما المقصود أن يُبَيَّن أن الخير موجود، وأنه يحتاج إلى مزيد.
وبالجملة فإن التفاؤل دأب المؤمن، وهو سبيل التأسي بالنبي- ﷺ خصوصًا في وقت اشتداد المحن؛ وليس أدل على ذلك مما كان في غزوة الأحزاب بالمدينة، وبلغت القلوب الحناجر، ومع ذلك كان ﵊ يبشر أصحابه بمفاتيح الشام، وفارس، واليمن (١) .
(١) انظر مسند الإمام أحمد ٤ / ٢٠٣، وسنن النسائي الكبرى (٨٨٥٨) .