35

The Production of Orientalists and its Impact on Modern Islamic Thought

إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث

Mai Buga Littafi

دار الإرشاد للطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٣٨٨هـ - ١٩٦٩م

Nau'ikan

ثم تبلغ الانسانية رشدها، أي عمرها الثالث، فتصبح الفكرة ذات قيمة في حد ذاتها، دون أيما تأييد من طرف عالم الأشياء أو عالم الأشخاص. وأن مما تجب ملاحظته هنا، أن الانسانية تبلغ هذا العمر، عمر النضج، بحيث تصبح الفكرة لا تحتاج إلى ضمان قيمتها من طرف الأشخاص علاوة على الأشياء، والآية التي تنص على هذا الحدث في منتهى الوضوح، إذا ما لاحظنا أن الفكرة الإسلامية مرتبطة بذات النبي (ﷺ) الارتباط المعروف، كأنها المجسدة في شخصه في نظر ذلك المجتمع البسيط الذي وجهت إليه الدعوة. ولكن أراد القرآن الكريم أن تتحرر الآية من هذا القيد، وبالتالي أن يتحرر المجتمع الجديد من هذا النوع من القيود المعطلة لتقدم الفكر والعلم. ونزلت فعلًا الآية المحرِّرَة: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ...؟﴾ ان هذه الآية نزلت بمثابة الدفعة التي دفعت المجتمع البدائي الذي نزلت فيه، من عصر «الشيء» والشيئية،

1 / 35