136

The Linguistic Miracles in the Quran - Madinah University

الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم - جامعة المدينة

Mai Buga Littafi

جامعة المدينة العالمية

Nau'ikan

هذا التقسيم، وكان لمن بعده آراء مع هذا التقسيم؛ لكن أولًا نقف مع الفروق بين هذه الحروف التي تشترك في معنى، أي: "لم، ولما" يشتركان معًا في نفي الفعل المضارع، وقلب زمنه إلى الماضي.
فعندما نقول: "لم يحضر" فقد نفينا حضوره، و"لما يحضر" كذلك ننفي حضوره، فما الفرق إذًا بين لم ولما؟ يوجز الفرق بينهما في هذه العبارة الدقيقة: أن لم لنفي فعل، ولما لنفي قد فعل. أي: عندما يقال لك: هل حضر محمد؟ تقول: لم يحضر. وإذا قيل لك: قد حضر محمد وأردت النفي قلت: لما يحضر محمد. أي: لما يحضر بعد محمد، فهذا ما فرق به بإيجاز بين لم ولما.
وتفصيل ذلك ذكرها البعض بأن بينها فروق تتركز في الآتي:
- أنّ "لم" تقترن بأداة الشرط، و"لما" لا تقترن بأداة الشرط، قال تعالى: ﴿وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ﴾ (المائدة: ٧٣) وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ (المائدة: ٦٧) ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ﴾ فاقترنت لم بإن، ولا تقترن لما بإن فلا يقال: إن لما، كذلك هذا الفرق الأول.
الفرقُ الثاني: أنّ لم تَحْتَمِلُ الاتصال والاستمرار إلى زمن التكلم، وتحتمل الانقطاع قبل زمن التكلم، قال تعالى: ﴿وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ (مريم: ٤) فهذا مستمرٌ إلى حال دعائه ﵇ ربّه، والانقطاع كقوله تعالى: ﴿لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا﴾ (الإنسان: ١) أما "لما" فمنفيها مستمر بها إلى الحال، أي: إلى زمن التكلم.

1 / 153