148

The Hidden Pearl in the Biography of the Trusted Prophet

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Mai Buga Littafi

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Inda aka buga

الكويت

Nau'ikan

قَالَ ابنُ إسْحَاقَ في السِّيرَةِ: فَشَبَّ رسُولُ اللَّهِ ﷺ، واللَّهُ تَعَالَى يَكْلَؤُهُ ويَحْفَظُهُ، ويَحُوطُهُ مِنْ أقْذَارِ الجَاهِلِيَّةِ، لِمَا يُرِيدُ بهِ مِنْ كَرَامَتِهِ ورِسَالَتِهِ، حتَّى بَلَغَ أَنْ كَانَ رَجُلًا، وأفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوءَةً، وأحْسَنَهُمْ خُلُقًا، وأكْرَمَهُمْ حَسَبًا، وأحْسَنَهُمْ جِوَارًا، وأعْظَمَهُمْ حِلْمًا، وأصْدَقَهُمْ حَدِيثًا، وأعْظَمَهُمْ أمَانةً، وأبْعَدَهُمْ مِنَ الفُحْشِ والأَخْلَاقِ التِي تُدَنِّسُ الرِّجَالَ، تَنَزُّهًا وتَكَرُّمًا، حتَّى مَا اسْمُهُ في قَوْمِهِ إِلَّا "الأمِينُ"، لِمَا جَمَعَ اللَّهُ فِيهِ مِنَ الأُمُورِ الصَّالِحَةِ (١). وَقَالَ القَاضِي عِياضٌ: وَكَانَ ﷺ مَجْبُولًا عَلَيْهَا -أيْ الأخْلَاقِ الحَمِيدَةِ- في أصْلِ خِلْقَتِهِ وَأَوَّلِ فِطْرَتِهِ، لمْ تَحْصُلْ لهُ بِاكْتِسَابٍ ولا رِيَاضَةٍ إِلَّا بِجُودٍ إلَهِيٍّ وخُصُوصِيَّهٍ رَبَّانِيَّةٍ (٢). وَقَالَ الإِمَامُ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: والذِي لا رَيْبَ فيهِ: أَنَّ المُصْطَفَى ﷺ كان مَعْصُومًا قَبْلَ الوَحْي، وبَعْدَهُ، وقَبْلَ التَّشْرِيعِ مِنَ الزِّنَى قَطْعًا، ومِنَ الخِيَانَةِ والكَذِبِ، والسُّكْرِ، والسُّجُودِ لِوَثَنٍ، والاسْتِقْسَامِ بالأزْلَامِ، ومِنَ الرَّذَائِلِ، والسَّفَهِ وبَذَاءِ اللِّسَانِ، وكَشْفِ العَوْرَةِ، فَلَمْ يَكُنْ يطُوفُ عُرْيَانًا، ولا كَانَ يَقِفُ يَوْمَ عَرَفَةَ مَعَ قَوْمِهِ بِمُزْدَلِفَةٍ، بلْ كَانَ يَقِفُ بِعَرَفَةَ، وبِكُلِّ حالٍ لَوْ بَدَا مِنْهُ شَيْءٌ منْ ذَلِكَ لَمَا كَانَ عَلَيْهِ تَبِعَةٌ لِأَنَّهُ كَانَ لا

(١) انظر سيرة ابن هشام (١/ ٢٢٠). (٢) انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى (١/ ٨٩).

1 / 151