The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Mai Buga Littafi
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Nau'ikan
فعلمنا العلم والعمل" (١)، هؤلاء وأمثالهم من الجم الغفير من أصحاب رسول الله ﷺ هم نقلة القرآن الكريم عن رسول الله ﷺ، وعنهم نقل العُدُول الأخيار من التابعين الأبرار، وعنهم تابعوهم من الأئمة الأعلام، وهكذا يتواتر النقل إلى قيام الساعة، بنقل العدل عن مثله، ومثل القرآن كان أصحاب رسول الله ﵃، يلتقطون كلامه ﷺ في كل صغيرة وكبيرة.
كلام رسول الله ﷺ -:
ومثل العناية بالقرآن كان أصحاب رسول الله ﵃، يلتقطون كلامه ﷺ في كل صغيرة وكبيرة، كما قيل لسلمان ﵁: "قد علمكم نبيكم ﷺ كل شيء حتى الخراءة: فقال: أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعظم" (٢).
لقد اعتنى الصحابة ﵃ بالسماع من رسول الله ﷺ، ومنهم من انقطع عن الكسب ولازم رسول الله حتى أكثر الرواية عنه ﷺ وتقدم ذكر المكثرين: وهم سبعة ﵃، تكلم رسول الله ﷺ بادئ ذي بدء بكلام رب العالمين، الذي نزل به الروح الأمين جبريل ﵇ ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ (٣)، فكلام رسول الله ﷺ أصدق الكلام وأبينه بعد كلام رب العزة والجلال، وإذا كان رسول الله ﷺ معروفا عند قريش قبل البعثة بالصادق الأمين، فقد قال عنه ربنا جل وعلا في القرآن: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ (٤)، وقال تعالى آمرًا بأخذ ما يأمر به ﷺ، والانتهاء عما نهى عنه ﷺ: قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (٥)، وذلك لكمال صدقه ﷺ ونصحه للأمة، وحذر تعالى من مخالفة
_________
(١) أخرجه أحمد المسند حديث (٢٣٥٢٩).
(٢) مسلم حديث (٢٣٥٢٩).
(٣) من الآية (٨٧) من سورة النساء.
(٤) الآيتان (٣، ٤) من سورة النجم.
(٥) من الآية (٧) من سورة الحشر.
1 / 47