The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
Mai Buga Littafi
المكتبة التوفيقية
Lambar Fassara
الثانية
Inda aka buga
القاهرة
Nau'ikan
كلام عبد لعبد، فأعتق العبد عبده، فكيف اذا جرى هذا الكلام مع السيد الكريم الله؟! .. اللهم أعتق رقابنا من النار .. آمين.
نعم: لو جرى هذا الكلام على لسانك لربك لتحررت من العبودية لغيره، ولكن من الذي يجريه على لسانك، وماذا قدمت لكى يجريه؟! لابد أن تبدأ أنت أولا .. ان الله اذا أراد عبده لأمر هيأه له وأجراه على لسانه فهو - سبحانه - الذي ينطق لسانه، قال - تعالى - " أنطقنا الله الذي أنطق كل شىء " (فصلت: ٢١) .. أنطق كل شىء .. ﷾.
ولذلك قال الله - تعالى " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم " (البقرة: ٣٧)، فالله - تعالى - هو الذي أجرى على لسان آدم كلمات التوبة منّ بقبولها، فكان الفضل منه اولا وآخرا. نعم: وفقه للتوبة فتاب، وقبل توبته، لأنه - تعالى - تواب رحيم.
أيها الاخوة، ان هذه القضية تحتاج إلى وقفة كبيرة، فالايمان لا ياتى طفرة وإنما له مقدمات وتمهيدات تحتاج منك إلى استعانة بالله وعمل، اللهم ثبت على الايمان قلوبنا، وارزقنا فهما في الدين يرضيك عنا .. آمين.
ان الذي ينظر في قصة السحرة، سحرة فرعون مع موسى، هؤلاء الذين آمنوا في لحظة وتعرضوا لاقصى انواع التهديد: لأقطعن ولأصلبن ولأفعلن ولأفعلن، فثبتوا وقالوا " فاقض ما أنت قاض " (طه: ٧٢) - ان الناظر إلى هؤلاء يظن انهم حصلوا على الايمان في لحظة، لم ينظر لقدر الله كيف عمل في هؤلاء السحرة سنين ليعدهم لتلك اللحظة. لم اختير هؤلاء السحرة بالذات؟ ولم وجدوا في هذا المكان بالذات؟! والجواب: لأنهم سعوا .. نعم - أخىّ -: ان القضية تحتاج منك إلى سعى.
1 / 73