The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
Mai Buga Littafi
المكتبة التوفيقية
Lambar Fassara
الثانية
Inda aka buga
القاهرة
Nau'ikan
تمهيد: ومضات على طريق السير إلى الله
اعلم أخى الحبيب أن للسير إلى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن للسائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله، قال تعالى " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ " (فاطر ٣٢). فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر، ولكن انضبط واشكر كي لا تطرد.
ومن سنة البشر في حياتهم أن الطريق لا يمكن أن تسلك الا بعلامات للاهتداء وإشارات للمسير توضح المراحل وتدفع المخاطر وتسهل اجتياز العقبات وتيسر قطع الفلوات، وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية كما أنها قد تكون للتوضيح والإرشاد أو للتنبيه والاعتراض. وهكذا فإن المسافر في طريق الوصول إلى الله يحتاج إلى التوعية والتنبيه بمواعظ هى إشارات ساطعة في دربه الطويل وتنبيهات تقيه شر المنعطفات.
وهذه الطريق - أيها الأخ الكريم - تحتاج إلى علم مهم جدا
1 / 11
وخطير هو علم السلوك .. يقول ابن القيم - عليه رحمة الله - في "طريق الهجرتين ": " السائر إلى الله تعالى والدار الاخرة بل كل سائر إلى مقصد لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده الا بقوتين: قوة علمية وقوة عملية. فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق ومواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها ويجتنب أسباب الهلاك ومواضع العطب وطرق المهالك المنحرفة عن الطريق الموصل. فقوته العلمية كنورعظيم بيده يمشى به في ليلة مظلمة شديدة الظلمة فهو يبصر بذلك النور ما يقع الماشى في الظلمة في مثله من الوهاد والمتالف ويعثر به من الاحجار والشوك وغيره ويبصر بذلك النور أيضا اعلام الطريق وأدلتها المنصوبة عليها فلا يضل عنها فيكشف له النور عن الامرين: اعلام الطريق، ومعاطبها. وبالقوة العملية يسير حقيقة، بل السير هو حقيقة القوة العملية، فان السير هو عمل المسافر وكذلك السائر إلى ربه اذا ابصر الطريق وأعلامها وابصر المعاثر والوهاد والطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة والفلاح، وبقى عليه الشطر الاخر وهو ان يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافرا في الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد لقطع للاخرى واستشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر".
نعم ايها الحبيب المحب: ان الطريق إلى الله تعالى تقطع بالقلوب لا بالاقدام .. نعم: هى طريق طويلة ونعم هى مأهولة فقد
1 / 12
سارها قبلك المصطفون الأخيار من خيرة خلق الله على مدار العصور.
ولكن هذه الطريق في عصرنا صارت مجهولة لاكثر الناس وذلك لاعراض الناس عنها بل وتنكبها.
فلذا أنت تحتاج إلى علم .. علم حقيقى بهذه الطريق .. وكما ذكر ابن القيم- عليه رحمة الله - أنك تحتاج إلى قوة علمية يعنى ان تتعلم .. ولا يظنن ظان أن السائر إلى الله لا علاقة له بطلب العلم .. فما له والعقيدة أو الفقه أو المصطلح أو الأصول، بل وما أشغله عن الدعوة الا الله. وقع هذا الظن من أحوال الصوفية فقد اعتقد أكثر الناس أن معنى " سائر " و" الطريق " وغيرها من هذه الكلمات هى الصوفية وهى مرتبطة بالابتداع .. وما حصل هذا الابتداع الا بسبب الجهل والانصراف عن العلم والاكتفاء بمجرد الرياضات الروحية. ولكن عندنا وفى منهجنا أن طلب العلم أصل الوصول وهو لا يفارق السائر أبدا .. فلابد أولا من منهج علمى منضبط ذي مراحل في كل فروع العلم: عقيدة وفقه وتفسير وسيرة وحديث .... العلم قبل القول والعمل والا ضللت ولم تصل .. لابد من قوة علمية، ثم القوة العملية: أن تبدأ تنفيذ هذا العلم في الواقع .. أن تسير حقيقة. واننى أطالبك - أيها الحبيب- ان تستشعر هذا المعنى: أنك سائر ..
1 / 13
أنك مسافر .. أنك راحل .. " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ " (الانشقاق:٦) .. " ما لي وللدنيا انما انا كراحل " .. هذا شعارك في هذه الدنيا .. ولا بد ان تتوازى وتتوازن القوتان العلم والعمل، والا فهلاك آخر وضلال من نوع آخر، والجنون فنون يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -: " ومن الناس من يكون له القوة العلمية الكاشفة عن الطريق ومنازلها وأعلامها وعوارضها ومعاثرها وتكون هذه القوة أغلب القوتين عليه، ويكون ضعيفا في القوة العملية يبصر الحقائق ولا يعمل بموجبها ويرى المتالف والمخاوف والمعاطب ولا يتوقاها، فهو فقيه ما لم يحضر العمل، فاذا حضر العمل شارك الجهال في التخلف وفارقهم في العلم، وهذا هو الغالب على أكثر النفوس المشتغلة بالعلم، والمعصوم من عصمه الله ولا قوة الا بالله.
ومن الناس من تكون له القوة العملية الارادية وتكون أغلب القوتين عليه وتقتضى هذه القوة السير والسلوك والزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة والجد والتشمير في العمل، ويكون أعمى البصر عند ورود الشبهات في العقائد والانحرافات في الاعمال والاقوال والمقامات كما كان الأول ضعيف العقل عند ورود الشهوات، فداء هذا من جهله، وداء الأول من فساد ارادته وضعف عقله، وهذا حال أكثر أرباب الفقر والتصوف السالكين على غير طريق العلم بل على طريق الذوق والوجد والعادة، يرى أحدهم أعمى عن مطلوبه لا يدرى من يعبد ولا بماذا
1 / 14
يعبده، فتارة يعبده بذوقه ووجده، وتارة يعبده بعادة قومه وأصحابه من لبس معين أو كشف رأس أو حلق لحية ونحوها، وتارة يعبده بالاوضاع التي وضعها بعض المتحذلقين وليس له أصل في الدين، وتارة يعبده بما تحبه نفسه وتهواه كائنا ما كان. وهنا طرق ومتاهات لا يحصيها الا رب العباد. فهؤلاء كلهم عمى عن ربهم وعن شريعته ودينه لا يعرفون شريعته ودينه الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه ولا يقبل من أحد دينا سواه كما انهم لا يعرفون صفات ربهم التي تعرف بها إلى عباده على ألسنة رسله ودعاهم إلى معرفته ومحبته من طريقها، فلا معرفة له بالرب ولا عبادة له. ومن كانت له هاتان القوتان استقام له سيره إلى الله تعالى ورجى له النفوذ وقوى على رد القواطع والموانع بحول الله وقوته ".
وهكذا - اخى الحبيب - فهمت ان بعض الناس له قوة علمية .. يعنى تعلم العلم وعرف الطريق ثم لم يسلكها فهو منافق عليم النفاق، قال سبحانه: " مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (الجمعة ٥).
والذى عنده قوة عملية بدون علم .. يعنى هو نشيط في العبادة جدا متحمس للدين جدا فانه ولا شك سيخطىء ويبتدع .. ولذلك فلابد في هذا الطريق- أيها الأخ الكريم- أن تتوازن القوتان العلمية والعملية، وأن
1 / 15
يكون لك منهج للعلم ومنهج للعبادة والعمل ويسير المنهجان في ذات الوقت وتتم المتابعة عليهما ويكون التدرج فيهما حتى يتم الوصول. وثمة شروط أخر .. هذه الشروط هى أولى الومضات التي تنير لك الطريق فيشرق بها .. فيسهل المسير إلى الله ... ان شاء الله.
الومضة الأولى: شروط الطريق:
أولا الدليل . وهو الشيخ المربى والعالم العامل والأستاذ السابق والخبير المجرب .. انك تحتاج في طريقك إلى شيخ ذي بصيرة نافذة يدل وينصح ... يهذب ويتابع ... يستشف ويستنتج ... يلحظ ويعرف انه مجرب خريت .. انه ليس دليلك على الطريق فقط، انما هو دليلك على نفسك ماذا تصلح وكيف تصلح ... يصحبك في سيرك ويربيك بالمعاشرة. أيها الاخوة ان الطريق هذه طريق واسعة .. وهذا شرط في صفة الصراط أن يسع جميع السائرين .. وليس كل السائرين على طبيعة واحدة، فالله ﷿ خلق الخلق فتفاوتت هممهم وتنوعت مواهبهم واختلفت طاقاتهم وقدراتهم .. " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " (الانعام: ١٦٥).
1 / 16
فأين تسير؟ وكيف تسير؟ ومن أين تبدأ؟ وفيم تستمر؟ ومتى تتوقف والى متى؟ ... هذا عمل الدليل ووظيفته .. ماذا تصلح وبماذا تهتم وفيم تتخصص؟
طبيعة الطريق:
ولكى يتضح كلامنا في حاجتك إلى هذا المربى، فلابد أن تعرف أولا طبيعة الطريق .. فاقرأ معى ما قاله ابن القيم - عليه رحمة الله-وبركاته-:
" الطريق إلى الله في الحقيقة واحد لا تعدد فيه، وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلا لمن سلكه إليه، قال الله تعالى " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ " (الانعام: ١٥٣)، فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة متعددة، كما ثبت أن النبى ﷺ خط خطا عن يمينه وعن يساره ثم قال: " هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ". [أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبى وأحمد شاكر].
ومن هذه قول الله تعالى: " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
1 / 17
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ " (البقرة: ٢٥٧) فوحد النور الذي هو سبيله وجمع الظلمات التي هى سبل الشيطان ومن فهم هذا فهم السر في افراد النور وجمع الظلمات في قوله تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ " (الانعام:١) مع ان هذا فيه سرا ألطف من هذا يعرفه من عرف منبع النور ومن أين فاض وعمّاذا حصل وأن أصله كله واحد، وأما الظلمات فهى متعددة بتعدد الحجب المقتضية لها .. وهى كثيرة جدا لكل حجاب ظلمة خاصة ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادى ﷻ أصلا: لا وصفا ولا ذاتا وا اسما ولا فعلا، وإنما ترجع إلى إلى مفعولاته - سبحانه- فهو جاعل الظلمات ومفعولاتها متعددة متكثرة بخلاف النور فانه يرجع إلى اسمه وصفته ﷻ تعالى أن يكون كمثله شىء، وهو نور السموات والارض. قال ابن مسعود: " ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السموات والارض من نور وجهه " ذكره الدارمى عنه، وفى " صحيح مسلم " عن أبى ذر قلت: يا رسول الله، هل رأيت ربك؟ قال: " نور أنى أراه! " [أخرجه مسلم: ١٧٨].
والمقصود أن الطريق إلى الله - تعالى - واحد، فانه الحق المبين، والحق واحد، مرجعه إلى واحد وأما الباطل والضلال فلا ينحص، بل كل ما سواه باطل، وكل طريق إلى الباطل فهو باطل. فالباطل متعدد، وطرقه متعددة. وأما ما يقع في كلام بعض العلماء أن الطريق إلى الله
1 / 18
متعددة متنوعة، جعلها الله كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها رحمة منه وفضلا فهو صحيح لا ينافى ما ذكرناه من وحدة الطريق. وكشف ذلك وايضاحه أن الطريق وهى واحدة جامعة لكل ما يرضى الله. وما يرضيه متعدد متنوع، فجميع ما يرضيه طريق واحد ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الازمان والأماكن والاشخاص والاحوال وكلها طرق مرضاته. فهذه التي جعلها الله - سبحانه- لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدا لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم، ولو جعلها نوعا واحدا مع اختلاف الاذهان والعقول وقوة الاستعدادات وضعفها لم يسلكها الا واحد بعد واحد، ولكن لما اختلفت الاستعدادات تنوعت الطرق ليسلك كل امرئ إلى ربه طريقا يقتضيها استعداده وقوته وقبوله.
ومن هنا يعلم تنوع الشرائع واختلافها مع رجوعها كلها إلى دين واحد، بل تنوع الشريعة الواحدة مع وحدة المعبود ودينه ومنه الحديث المشهور " الأنبياء أولاد علات دينهم واحد " (متفق عليه: البخارى: ٣٤٤٢، ومسلم: ٢٣٦٥) فأولاد العلات أن يكون الاب واحدا والامهات متعددة، فشبه دين الأنبياء بالأب الواحد، وشرائعهم بالامهات المتعددة، فانها وان تعددت فمرجعها كلها إلى أب واحد.
١ - وإذا علم هذا فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذي يعد سلوكه إلى الله طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفا على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك
1 / 19
الطريق إلى الله ويفتح له فيها الفتح الخاص أو يموت في طريق طلبه فيرجى له الوصول إلى مطلبه بعد مماته قال الله تعالى:
" وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " (النساء: ١٠٠).
وقد حكى عن جماعة كثيرة ممن أدركه الاجل وهو حريص على طالب للقرآن أنه رؤى بعد موته وأخبر أنه في تكميل مطلوبه وأنه يتعلم في البرزخ، فان العبد يموت على ما عاش عليه.
٢ - ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر، قد جعله زاده لمعاده ورأس ماله لمآله، فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر.
٣ - ومن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الصلاة، فمتى قصر في ورده منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره.
٤ - ومن الناس من يكون طريقه الاحسان والنفع المتعدى، كقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وأنواع الصدقات، قد فتح له في هذا وسلك منه طريقا إلى ربه.
٥ - ومن الناس من يكون طريقه الصوم، فمتى أفطر تغير عليه قلبه وساءت حاله.
٦ - ومنهم من يكون طريقه الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، قد فتح الله له فيه ونفذ منه إلى ربه.
٧ - ومنهم من يكون طريقه الذي نفذ فيه الحج والاعتمار.
1 / 20
٨ - ومنهم من يكون طريقه قطع العلائق وتجريد الهمة ودوام المراقبة ومراعاة الخواطر وحفظ الاوقات أن تذهب ضائعة.
٩ - ومنهم جامع المنفذ، السالك إلى الله في كل واد الواصل إليه من كل طريق، فهو جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه، ونصب عينه يؤمها أين كانت ويسير معها حيث سارت، قد ضرب من كل فريق بسهم، فأين كانت العبودية وجدته هناك: ان كان علم وجدته مع أهله، أو جهاد وجدته في صف المجاهدين، أو صلاة وجدته في القانتين، أو ذكر وجدته في الذاكرين، أو احسان ونفع وجدته في زمرة المحسنين، أو مراقبة ومحبة وانابة إلى الله وجدته في زمرة المحبين المنيبين، يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها، ويتوجه اليها حيث استقرت مضاربها، لو قيل له: ما تريد من الاعمال؟ لقال: أريد أن أنفذ أوامر ربى حيث كانت وأين كانت، جالبة ما جلبت مقتضية ما اقتضت جمعتنى أو فرقتنى، ليس لي مراد الا تنفيذها والقيام بأدائها مراقبا له فيها، عاكفا عليه بالروح والقلب والبدن والسر، قد سلمت إليه المبيع منتظرا منه تسليم الثمن " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ " (التوبة: ١١١).
فهذا هو العبد السالك إلى ربه النافذ إليه حقيقة، ومن النفوذ إليه أن يتصل به قلبه ويعلق به تعلق المحب التام المحبة بمحبوبه فيسلو به عن جميع المطالب سواه فلا يبقى في قلبه الا محبة الله وأمره وطلب التقريب إليه.
فاذا سلك العبد على هذا الطريق عطف عليه ربه فقربه واصطفاه،
1 / 21
واخذ بقلبه إليه وتولاه في جميع أموره في معاشه ودينه وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربى الوالد الشفيق ولده فانه - سبحانه- القيوم المقيم لكل شىء من المخلوقات طائعها وعاصيها فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه وآثره على ما سواه ورضى به من الناس حبيبا وربا ووكيلا وناصرا ومعينا وهاديا!! فلو كشف الغطاء عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه حبا له وشوقا إليه ولتقطع شكرا له، ولكن حجب القلوب عن مشاهدة ذلك اخلادها إلى عالم الشهوات والتعلق بالاسباب فصدت عن كمال نعيمها وذلك تقدير العزيز العليم. والا فأى قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن إلى غيره ويسكن إلى ما سواه؟! هذا ما لا يكون أبدا ".
استبانت الطريق .. رحمك الله يا شيخ الإسلام ويا علم الاعلام ابن القيم، فيا لك من علامة مرب ..
ورأيت تنوعها فالى أين تذهب وكيف تذهب؟! ومن الذي يوجهك ويحثك؟ ويرشدك ويستثيرك غير المربى؟! قالوا: والله لولا المربى ما عرفت ربى.
اذا فوظيفة هذا المربى أن يختار لك، وأن يقترح عليك، بل قد يلزمك أحيانا بما يخالف هواك وتظن أنك لا تفلح فيه وانت لا تصلح الا له.
وقد تصيح - أيها الأخ الشاب الكريم المفضال - وترفع عقيرتك سائلا: أين المربى؟ أين المربى؟ ..
وانا أقول لك: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " (الطلاق: ٢ - ٣).
1 / 22
انك - أيها الطيب - تبحث عن المشاهير الاعلام وتظن انه لا يصلح لتربيتك الا هؤلاء .. وهذا من الغرور والسفه، فالمشاهير من الدعاة والعلماء والاركان وطلبة العلم يدفعون ضريبة الشهرة فلا وقت عندهم لأحد ... تكفيهم همومهم ومشاغلهم .. وهم معذورون - غفر الله لنا ولهم.
فتواضع- أخى الكريم - وابحث عن هذا المربى .. أخ مغمور لا يعرف .. لا يؤبه له ولكنه قديم يبدو في وجهه سمت الصالحين .. عابد قلما تراه يخالط الناس فيما يخوضون فيه .. سابق بالخيرات .. التزم منذ سنين وسبر أغوار الطريق.
قل لي: لن اجد .. وانا أقول لك: سوف تجد، قال سبحانه " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " (العنكبوت: ٦٩) .. وهذه أيضا من قوانين هذا الطريق .. أنه لا يعطى منحة السير فيه الا من حرص وبذل وضحى. ابحث واصدق واحرص واصبر تعط .. تلك أصولك يا مسكين.
ثانيا: الصاحب .
في الهجرة دروس وأسرار. لما أراد رسول الله ﷺ أن يهاجر اصطحب رجلين، رجلين فقط .. دليلا وصاحبا .. الدليل كان خريتا بصيرا بالطرق، وهذا مهمته تنتهى عند ذلك .. أن يدل على الطريق .. اما الصاحب فكانت الشروط فيه كثيرة جدا .. لك ان تتسائل لم لم يصطحب عمر وهو أشجع، وسفرة مثل هذه يحتاج فيها إلى الشجاعة أو لم لم يصطحب عليا وهو أشب ومن الأهل، والتضحية به أسهل بدليل أنه نام في فراشه.
1 / 23
لم اختار أبا بكر دون الناس؟ ان الصحبة في طريق السفر تحتاج إلى شخص على المنهج، لذا اختار رسول الله ﷺ رجلا قلبه قريب من قلبه فلم يختلفا مرة .. انظر معى إلى حادثة الغار:
لما قال أبوبكر: لو نظر احدهم حتى قدميه لرآنا، فقال له ﷺ: " لا تحزن ان الله معنا " فماذا كان رد أبى بكر أو تعليقه على هذه المقولة؟ بالتأكيد لا شىء .. انتهت القضية .. سلم.
وانا متأكد أنه لو كان غير أبى بكر لظل قلقا وأعاد المسألة، ولكن لما كان قلبه على قلبه سلم.
واستراح الرسول ﷺ واستراح أبو بكر.
الخلاصة أننى أقول لك: لابد من صاحب في هذا الطريق على نفس المنهج قلبه كقلبك، لاننى اراك
أيها الحبيب المحب قد خدعوك فقالوا: ابحث عمّن يشدك .. وتفاجأ بأن كل الناس يبحثون عمّن يشدهم هذه الأيام .. وتفاجأ أن الشد إلى أسفل لا إلى أعلى. اننى اريد - أيها الحبيب - ان تبحث عن مسكين مثلك يبحث عن الطريق إلى الله ويريد أن يصل إلى الله .. هذا شرطه .. انه حريص على طاعة الله يريد الوصول إلى الله .. ابحث عنه وارض به ولا تشترطه من الكمل فمن لم تكمل نفسه لا ينبغى له أن يبحث عن الكمال عند الاخرين.
قال الفضيل بن عياض: من طلب أخا بلا عيب، صار بلا أخ.
اذا لا ينبغى أن يزهد السائر إلى الله في أخيه السائر معه على الطريق لخلق أو خلقين ينكرهما فيه اذا رضى سائر أخلاقه، لأن اليسير مغفور والكمال مستحيل.
1 / 24
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: معاتبة الأخ خير لك من فقده.
وقال بعض الحكماء: طلب الإنصاف من قلة الإنصاف.
وقال بعض السلف: " لا يزهدنك في رجل حمدت سيرته وارتضيت وتيرته، وعرفت فضله وبطنت عقله، عيب خفى تحيط به كثرة فضائله، أو ذنب صغير تستغفر له قوة وسائله ".
ولا أعدمك (أحرمك) النصيحة .. قد يكون هذا الصاحب زوجتك أو والدك أو شقيقك أو شقيقتك حتى وان كان ابنك أو بنتك .. وعندها يصير الامر أقوى .. لأن المعاشرة وطول الصحبة والتطبع بطباع السفر من لوازم هذا الطريق .. ولكن كما ذكرت لك على قلب واحد، لأن الخلاف كله شر والطريق مشغلة والانشغال عنها مهلكة، فلا تصاحب الا موافقا كي لا يزيد ويكثر الخلاف ويضيع الطريق.
رفقة الطريق: قد ذكرت لك أنه صاحب .. ولم لا يكونون صحبة؟
قال سبحانه " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ " (الفتح: ٢٩).
1 / 25
نعم: لابد لك - أيها الحبيب السائر إلى الله - من رفقة وصحبة في هذا الطريق .. لابد لك من مجموعة تأنس بها، لتذهب عنك وحشة التفرد وتصحح لك الأخطاء، وتوضح لك عقبات الطريق.
وإذا كانت الرفقة مهمة ومطلوبة في سفر الدنيا، فكيف بأسفار الاخرة التي يكون فيها المؤمن أشد حاجة إلى المعين الصالح والمشارك الموافق الذي يكون مع شريكه كاليدين تغسل إحداهما الأخرى فالزم الركب - أيها الحبيب - فللركب خيرية.
" وان لرفقاء درب الاخرة خصائص ومواصفات لابد منها، فرفقاء الطريق إلى الله تعالى هم الذين علت هممهم وصفت نياتهم وصح سلوكهم حتى سبقوا الناس وتركوا السكون، وتزاحموا على ركوب القافلة ركضا إلى الله تعالى وتسارعا إلى مرضاته " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" (طه:٨٤)، فلم يوقف لهم على رسم، ولم يلتزموا باسم ولم ينتظروا أن يشار اليهم بالاصابع أو ترفع لهم الاعلام فقد علت منهم الهمة التي لا تقف دونها حركة السفر، ولا يرضى صاحبها بغير الخالق عوضا، كما صفا منهم القصد الخالص من الشوائب حتى لا تعوق عن المقصود، وكان منهم التجرد التام للمعبود، وعلامة أخرى لرفقاء الطريق هؤلاء الا وهى صحة السلوك السالم من الافات والعوائق والقواطع والحجب ".
1 / 26
وصحة السلوك السالم هذه لا تكون الا بثلاثة شروط هى تمام خصائص اخوان الدرب وخلان الطريق:
" أحدها: أن يكون الدرب الأعظم الدرب النبوى المحمدى لا على الجواد الوضعية.
الثانى: أن لا يجيب على الطريق داعي البطالة والوقوف والدعة.
الثالث: أن يكون في سلوكه ناظرا إلى المقصود.
فبهذه الثلاثة يصح السلوك، والعبارة الجامعة لها أن يكون واحدا لواحد، في طريق واحد ".
الومضة الثانية: حدد هدفك:
ترى كيف يسافر المسافر وهو بلا مقصد؟ فبالنية يتحدد السفر وتتوضح الوجهة وعلى أساسها يخطط منهج الرحلة طالت أم قصرت، وعلى صدقها يحمل الزاد .. وهكذا سفر المؤمن لابد له من النية الصادقة، قال رسول الله ﷺ:" انما الاعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
" متفق عليه: البخارى: (١)، ومسلم (١٩٠٧) ".
فحدد هدفك - أخى الكريم - ماذا تريد بهذا الطريق .. تحديدا واضحا لا لبس فيه، حتى تستطيع الوصول إلى ما حددته.
آلتزمت لتكون شيخا مشهورا أو زعيما متبوعا .. آلتزمت وسلكت هذا
1 / 27
الطريق لفشلك في الحصول على الدنيا، فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة .. حدد هدفك أيها المسكين، واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.
لما ذهب اعرابى مع رسول الله ﷺ في الجهاد فقسم له قسما من الفىء، قال الرجل: " ما على هذا تبعتك! " .. فحرر نيتك: علام اتبعتنا؟!
" والنية - أيها الحبيب - أصل العبادات، وبها يتميز الصحيح من السقيم، والخالص من غيره، وبالنية تتحدد منازل السالكين، ووجهة القاصدين، ومن يريد بها وجه الله تعالى، أو يريد السفر بأي نوع كالهجرة، إذ انها قد تكون لمصلحة دنيوية، أو دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، وبهذه النية يتحدد الإخلاص الذي به يؤجر المرء على متاعب الطريق، وبه يستعذب العذاب، وبه تهون مشاق الطريق.
والإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب، وصفاء الوجدان، لأن المؤمن لا يفكر بعده الا في عظمة ربه ولا يتوجه الا إلى خالقه .. فلا يضيره متاعب المثبطين، ولا نداء المرجفين، ولا يقعده فتور الهابطين ".
يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -:
" فالإخلاص سبيل الخلاص، والاسلام هو مركب السلامة، والايمان شاطىء الامان ".
1 / 28
فاذا تحددت وجهتك - أيها السائر - وعلم مقصدك بتوحيدين هما: توحيد القصد وتوحيد المقصود، فالمقصود هو الله ﷾، والقصد ارادة وجهه الكريم .. اذا تحددت وجهتك هذه وعلم مقصدك هذا فقد استرحت في هذه السفرة .. وسيتبين لك ذلك حين نذكر فيما بعد أن المشغبين كثير، والسبل مدلهمة، والعوارض تفتر العزائم .. فاذا حصل توحيد القصد وتوحيد المقصود لم يلتفت إلى الاغيار.
فالنية - أخى السائر - النية .. النية بداية الطريق .. فطهر قلبك لتستعد للسفر.
الومضة الثالثة: مقومات السفر:
اذا كنت - أخى السالك - لازلت مصرا على الاتمام، فاعلم أن من مقومات السفر: المنهج، واعلم ان منهجنا معصوم، فلا مجال لنا للاجتهاد فيه، إذ اتفق العلماء على أن أعمال العبادات توقيفية، الظاهر منها والباطن ولذا فقد تكفل الشرع - كتابا وسنة - بوصف المنهج في هذا الطريق وصفا لا يزيغ عنه الا هالك.
قال سبحانه: " إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى " (الليل: ١٢).وإذا قال " علينا " فقد وجبت .. وقال سبحانه: " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " (البلد: ١٠)، وقال - سبحانه - حاكيا عن موسى لما سئل عن ربه أنه عرّفه فقال: " رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى " (طه: ٥٠)، وقال سبحانه: " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (التوبة: ١١٥)، وقال سبحانه:" وَالَّذِي أَوْحَيْنَا
1 / 29
إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ " (فاطر: ٣١).
وقال رسول الله ﷺ:" تركتكم على المحجة البيضاء " وفى رواية " بيضاء نقية كالشمس لا يزيغ عنها الا هالك ". أخرجه أحمد: (٤/ ١٢٦)، وأبو داود (٤٦٠٧) وقال الالبانى صحيح.
وقال ﷺ:" تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " أخرجه أحمد
(٣/ ٥٩) والترمذى (٣٧٨٦) وقال: حسن غريب، وانظر الصحيحة (١٧٦١).
وقال ﷺ:" انه من يعش بعدى فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار ". أخرجه:
أبو داود: (٤٦٠٧) بهذه النصوص واجماع الأمة يتبين لنا يقينا لا شك فيه أن الدين كمل والطريق وصفت والمعالم نصبت والاصول وضعت.
فلا مجال لهرس الهرائسة، ولا لقرمطة القرامطة .. لا مجال لفزلكة المتفزلكين، ولا منظرة المغرورين المعجبين، لا مجال لتحديث الدين ولا للفهم المستنير - زعموا - ولا لبدع أهل الاهواء. الدين دين محمد وما كان عليه وأصحابه.
قال رسول الله ﷺ:" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتى على ثلاث
1 / 30