من العدة للجهاد. وهنا العدة وهنا ستجد يسرا مع كل عسر وفرجا مع كل ضيق هذا هو الطريق! ".
هذا هو الطريق إلى الله، فجد ولا تنم، فرسول الله ﷺ لما قالت له خديجة: ألا تنام يا رسول الله؟!، قال: " مضى عهد النوم يا خديجة " .. وقال ﷺ لعائشة لما تعجبت من عبادته وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه: " أفلا أكون عبدا شكورا " [متفق عليه].
أخى فى الله، اثبت فى الطريق على الطاعة ولا تيأس من طول الطريق، فما عليك إلا أن تجد السير وتسرع الخطا ولا تلتفت وستصل بإذن الله .. صبر نفسك واصطبر، واعلم أن الصبر على الطاعة هو الصبر الاعلى، وأكمل الناس صبرا على الطاعة أولوا العزم من الرسل، وذلا أمر رسوله ﷺ أن يصبر صبرهم، فقال - تعالى -:" فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " (الاحقاف: ٣٥)، ومعلوم أن الامر للقدوة أمر لأتباعه .. ونهاه أن يتشبه بصاحب الحوت، حيث لم يصبر صبر أولى العزم، فقال - تعالى -: " فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم " (القلم: ٤٨).
ولقد جعل الله الوصول إليه والفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى به إلا الصابرون، فقال - تعالى -:
" إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون " (المؤمنون: ١١١).