21

The Famous Saying of Imam Malik on the Attribute of Istiwa

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Shekarar Bugawa

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Nau'ikan

مفسريّ السلف؛ بل المفسِّرون من السلف قولهم بخلاف ذلك - كما قدّمناه عن بعضهم –"١، وقد حكى ابن القيم ﵀ إجماع السلف على ذلك٢. فهذا ملخَّص معتقد أهل السنة والجماعة في هذه الصفة، ومن أراد الاطّلاع على كلام أهل العلم في هذه الصفة موسّعًا فليطالع الكتب التي أُفرِدت في ذلك وهي كثيرة جدًاّ، وكما قال السفاريني ﵀: "وقد أكثر العلماء من التصنيف، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم من التأليف، في ثبوت العلوّ والاستواء ونبّهوا على ذلك بالآيات والحديث وما حوى، فمنهم الراوي الأخبارَ بالأسانيد، ومنهم الحاذفُ لها وأتى بكلِّ لفظٍ مفيدٍ، ومنهم المُطَوِّل المُسهِب، ومنهم المُختصِر والمتوسِّط والمهذِّب، فمن ذلك (مسألة العلوّ) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و(العلوّ) للإمام الموفق صاحب التصانيف السنيّة، و(الجيوش الإسلاميّة) للإمام المحقق ابن قيِّم الجوزية، و(كتاب العرش) للحافظ شمس الدين الذهبي صاحب الأنفاس العليّة، وما لا أُحصي عدّهم إلاّ بكُلْفة، والله تعالى الموفِّق"٣.

١ مجموع الفتاوى (٥/٥٢١) . ٢ مختصر الصواعق (ص:٣٢٠) . ٣ لوامع الأنوار البهيّة (١/١٩٥،١٩٦) .

وفي الصحيح في حديث الخوارج: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً"١، وفي حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره "ربّنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتُك في السماء اجعل رحمتَك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفاءك على هذا الوجع" قال رسول الله ﷺ: "إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء ... "، وذكره٢، إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلاّ الله، مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية"٣. فليس لمسلمٍ يؤمن بوحي الله وتنزيله ويؤمن بما جاء به رسوله ﷺ أن يجحد شيئًا من ذلك أو يتعرَّض له بردٍّ أو تحريفٍ أو نحو ذلك، بل الواجب هو القبول والتسليم والإيمان والتعظيم، و"القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، وبما وصفه به السابقون الأولون لا يُتجاوز القرآن والحديث. قال الإمام أحمد ﵁: "لا يوصف إلاَّ بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ لا يُتجاوز القرآن والحديث"، ومذهب السلف أنّهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ونعلم أنَّ ما وصف الله به من ذلك فهو حقٌّ ليس فيه لُغْزٌ ولا أحَاجي، بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلّم بكلامه، لا سيما إذا كان المتكلّم أعلم الخلق بما يقول، وأفصح الخلق في بيان العلم،

١ رواه البخاري (٤٣٥١ الفتح)، ومسلم (٢/٧٤١) من حديث أبي سعيد الخدري. ٢ رواه أحمد (٦/٢١)، وأبو داود (٣٨٩٢) . ٣ مجموع الفتاوى (٥/١٢ ١٥) .

1 / 33