102

The Famous Saying of Imam Malik on the Attribute of Istiwa

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Shekarar Bugawa

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Nau'ikan

الخاتمة
الحمد لله أوَّلًا وآخِرًا، والشكر له ظاهرًا وباطنًا على توالي نِعمه وترادف مِننه، ونسأله سبحانه أن يوزعنا شكرها ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ ١، وبعد:
فقد تمَّ في هذا البحث الحديث مفصّلًا عن الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في جواب من سأله عن كيفية استواء الله على عرشه، وتبيّن فيه ثبوت هذا الأثر عنه ﵀، وأنَّ المسلمين تلقّوه بالقبول، وليس في أهل السنة من ينكره، بل إنَّ أهل العلم استحسنوه واستجودوه وائتموه به، وعدّوه أنبل جواب قيل في هذه المسألة، وجعلوه قاعدةً مطردة تطبق في جميع الصفات، فمن سأل عن كيفية أيِّ صفة لله قيل له ما قاله الإمام مالك ﵀ في جواب من سأله عن كيفية الاستواء، ولهذا يمكن أن نقول عمومًا: "الصفات معلومة، وكيفياتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عن كيفياتها بدعة"، كما انتظم هذا البحث ذكر الشواهد على هذه الكلمة من الكتاب والسنة، وإيراد نظائر لها عن أئمة السلف ﵏، واشتمل أيضًا على بيان مدلولات هذه الكلمة والأمور المستفادة منها، والرد على المخالفين والمحرِّفين، وإبطال ما قام به بعضهم من محاولةٍ لتحريف معنى هذا الكلام وصرفها عن معناها الصحيح، ثم ذِكر بعض الفوائد العامة المستفادة من القصة والسياق الذي وردت فيه هذه الكلمة، وإني لأرجو أن تكون هذه الدراسة أنموذجًا للعناية بالآثار المرويّة عن السلف ﵏، وإعطائها حقَّها من الدراسة والتحقيق واستخراج الفوائد،

١ سورة: النمل، الآية: (١٩) .

1 / 61