The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
Mai Buga Littafi
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
Inda aka buga
اللملكة العربية السعودية
Nau'ikan
من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال رسول الله ﷺ: أصبت بعضا، وأخطأت بعضا، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني ما الذي أخطأت؟ قال: لا تقسم" (^١).
تاسعًا: الإيمان باليوم الآخر:
أقسم الله ﷿ بربوبيته للسماء والأرض على أن ما وعد"به من أمر القيامة والبعث والجزاء، كائن لا محالة، وهو حق لا مرية فيه، فلا تشكوا فيه كما لا تشكوا في نطقكم حين تنطقون" (^٢)، قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ (^٣).
واستدل الله ﷿ على البعث وإعادة الأجساد بقدرته في خلق السماوات والأرض، فقال: ﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ (^٤)، قال ابن كثير ﵀: " أي إن في النظر إلى خلق السماء والأرض لدلالة لكل عبد فطن لبيب رجّاع إلى الله، على قدرة الله على بعث الأجساد ووقوع المعاد؛ لأن من قدر على خلق هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها، وهذه الأرضين في انخفاضها وأطوالها وأعراضها، إنه لقادر على إعادة الأجسام ونشر الرميم من العظام" (^٥).
(^١) صحيح مسلم، كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا: ٤/ ١٧٧٧ برقم (٢٢٦٩).
(^٢) تفسير ابن كثير: ٧/ ٤٢٠.
(^٣) الذاريات: ٢٣.
(^٤) سبأ: ٩.
(^٥) تفسير ابن كثير: ٦/ ٤٩٦، وانظر: تفسير ابن سعدي: ٧٥٠.
1 / 246