The Doctrinal Implications of Cosmic Verses
الدلالات العقدية للآيات الكونية
Mai Buga Littafi
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
Inda aka buga
اللملكة العربية السعودية
Nau'ikan
وقال تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (^١).
٥ - الصفات الفعلية الاختيارية لله (^٢):
قد دلت هذه الآية الكونية على الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشية الله، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (^٣)، وكان ذلك بعد خلق الأرض (^٤).
وأخبر الله ﷿ أنه يمسك السماء أن تقع على الأرض، وعلق ذلك بإذنه ومشيئته، فقال تعالى: ﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ (^٥) "أي لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض، فهلك من فيها، ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه" (¬٦).
٦ - صفة القدرة:
أمر الله ﷿ بالنظر في خلق السماء، وكيف رفعت، ففيه دلالة على قدرته
(^١) الجاثية: ٣٦.
(^٢) الصفات الفعلية الاختيارية: هي الصفات التي"يتصف بها الرب ﷿ فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته: مثل كلامه، وسمعه، وبصره، وإرادته، ومحبته، ورضاه، ورحمته، وغضبه، وسخطه، ومثل خلقه وإحسانه، وعدله ومثل استوائه، ومجيئه، وإتيانه، ونزوله، ونحو ذلك من الصفات التي نطق بها الكتاب العزيز، والسنة". مجموع الفتاوى: ٦/ ٢١٧، ١٦/ ١٣٤، وانظر: رسالة في الصفات الاختيارية ضمن جامع الرسائل: ٢/ ٣، والقول المفيد على كتاب التوحيد: ١/ ١٣٢، وشرح العقيدة الواسطية لمحمد خليل الهراس: ٥٣، والكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبدالعزيز السلمان، ط ١٣: ١٧٤.
(^٣) البقرة: ٢٩.
(^٤) تفسير ابن كثير: ١/ ٢١٣، وتفسير ابن سعدي: ٤٨.
(^٥) الحج: ٦٥.
(^٦) تفسير ابن كثير: ٥/ ٤٥١.
1 / 218