The Considered Statement in Explaining the Miraculous Nature of the Disjointed Letters at the Beginning of the Surahs
القول المعتبر في بيان الإعجاز للحروف المقطعة من فواتح السور
Mai Buga Littafi
مطابع برنتك للطباعة والتغليف-السودان
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
٢٠١١
Inda aka buga
الخرطوم
Nau'ikan
(١) رواه الإمام أحمد (١٢/ ٣) ومسلم (٢٢٩٨/ ٤) والنسائي في السنن (١٠/ ٥) وفي فضائل القرآن (ص٨٥) والدارمي (١٣٠/ ١) وابن حبان (٢٦٥/ ١) وأبو يعلى (٤٦٦/ ٢) وابن أبي داود في المصاحف (ص٣٩) وابن عبد البر في الجامع (٢٦٨/ ١) والحاكم (٢١٦/ ١) وقال ابن حجر في فتح الباري (١/ ٢٠٨) تعليقًا على حديث أبي هريرة في البخاري "ما من أصحاب النبي ﷺ أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب" قال: "والجمع بينهما أن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن في غير ذلك. أو أن النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القرآن في شيء واحد والإذن في تفريقهما، أو النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس وهو أقربها مع أنه لا ينافيها. وقيل النهي خاص بمن خشي منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أمن منه ذلك." وقال النووي في شرح مسلم (١٣٠/ ١٨) تعليقًا على هذا الحديث وللجمع بينه وبين الأحاديث الواردة في جواز الكتابة عنه ﷺ: " قيل: إن حديث النهي منسوخ بهذه الأحاديث، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن في الكتابة، وقيل: إنما نهى عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة؛ لئلا يختلط، فيشتبه على القارئ في صحيفة واحدة". وقد جمع الخطيب البغدادي في كتاب تقييد العلم كل المرويات عن الرسول ﷺ والصحابة رضوان الله عليهم والتابعين في بيان النهي عن كتابة الحديث أو الإذن به، والجمع بينهما واضح وواقع حاصل، فهل يختلط كلام الله بكلام البشر حتى وإن كان كلام الرسول ﷺ؟ وإن كان النهي لهذا السبب فلعدم وضع الحواشي والتعليقات لا للاختلاط، وهو بعيد أيضًا إذ بقي الصحابة على هذا المنع فيمن تبعهم، مما يبين أن الأمر بالنهي كان عامًّا لتكون عناية الصحابة موجهة لكتابة القرآن وحده، والإذن كان خاصًا، لما رواه الإمام أحمد (١٦٢/ ٢) وأبو داود (٣٤٢/ ٢) وابن أبي شيبة (٢٢٩/ ٦) والدارمي (١٣٦/ ١) والبغدادي في الجامع (٣٦/ ٢) وفي تقييد العلم (ص٨٠) والحاكم (١٨٧/ ١) وعنه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (٢٣١/ ٢) وابن عبد البر في الجامع (٣٠٠/ ١) والرامهرمزي في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ص٣٦٦) بسند صحيح كما قال الألباني في الصحيحة (رقم١٥٣٢)، أن نفرا من قريش قالوا لعبد الله بن عمرو إنك تكتب عن رسول الله ﷺ وهو بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسك عن الكتابة وذكر ذلك للنبي ﷺ فقال له: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق"، فرد الرسول ﷺ أتى لدفع شبهة عظيمة، ومعلوم أن عبد الله كان يكتب ليحفظ لا ليألف كتابًا مفردًا، بحسب قوله "كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه"، ووجه الترخيص له جاء لهذه الغاية، وهي تسهيل الحفظ عليه، وهو ما حدث معه ومع غيره فِعليًّا، إذ بدأ عصر التدوين للحديث بأمر من عمر بن عبد العزيز للكثير من أهل العلم ومنهم الزهري بعد مئة سنة من الهجرة، لحفظ كلام الرسول ﷺ ولم يكن قبلها مجموعًا في كتب. (٢) المقنع في رسم مصاحف الأمصار، ص١٨ (٣) تاريخ القرآن الكريم للكردي، ج١ ص ١٠٦
1 / 160