102

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Mai Buga Littafi

دار التدمرية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Nau'ikan

التفويض يستروح لها بعض الناس ويظنون أن مذهب التفويض حقٌ، ولا يعلمون أنه يستلزم أمورًا باطلة، منها: أن القرآن ليس هدى ولا شفاء ولا بيانًا ولا فيه تعريف بالله بما يجب له وما يجوز عليه وما يمتنع عليه.
فأهل التفويض معطلة نفاة لصفات الله، فالمعطلة لاسيما من الأشاعرة ونحوهم من الماتردية: منهم من ينحو إلى التفويض، ومنهم من ينحو إلى التأويل، أما الجهمية والمعتزلة فالغالب عليهم والأصل فيهم هو التأويل.
ولهذا يقول الشيخ ﵀ في التدمرية ينعت هؤلاء الذين يفرقون بين الصفات يقول: (الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض وإما التأويل)، يعني بعضهم يقول بالتفويض وبعضهم يقول بالتأويل والكل ينفي؛ فمثلا من الصفات التي ينفيها الأشاعرة الاستواء على العرش، فكلهم يتفقون على نفي حقيقة الاستواء على العرش والعلو والارتفاع على العرش، فينفون العلو، لكن ماذا يعتذرون عن الآية؟
أهل التأويل يقولون: استوى بمعنى استولى هذا نموذج من تأويلاتهم، وأهل التفويض يقولون: الله أعلم بمراده لا ندري ما معنى " الرحمن على العرش استوى " [طه: ٥]، فاتفقوا على نفي الاستواء على العرش، واختلفوا في موقفهم من الآية، وقل مثل ذلك في سائر نصوص الصفات التي ينفونها، مثل: النزول، والغضب، والرضا، وغير ذلك.
فمثلًا في آيات المحبة والرضا والغضب والسخط، فأهل التأويل منهم من يفسر هذه الصفات بالإرادة إما بإرادة الإنعام أو الانتقام أو ببعض المخلوقات من الثواب والعقاب، وأهل التفويض يقولون: الله أعلم بمراده، لا ندري ما معنى " يحبهم " [المائدة: ٥٤]، ولا ندري ما معنى " يحب الذين يقاتلون " [الصف: ٤]، ولا ندري ما معنى " غضب الله عليهم " [الممتحنة: ١٣]، فكما قال شيخ الإسلام في آخر الكلام الذي

1 / 109