58

The Book of Manners

الأدب الصغير ت خلف

Mai Buga Littafi

دار ابن القيم بالإسكندرية

Nau'ikan

قَالَ: فَإِنْ حُرِمَهُ؟ قَالَ: «صِدْقُ اللِّسَانِ». قَالَ: فَإِنْ حُرِمَهُ؟ قَالَ: «سُكُوتٌ طَوِيلٌ». قَالَ: فَإِنْ حُرِمَهُ؟ قَالَ: «مِيتَةٌ عَاجِلَةٌ». مِنْ أَشَدِّ عُيُوبِ الْإِنْسَانِ خَفَاءُ عُيُوبِهُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ عَيْبُهُ خَفِيَتْ عَلَيْهِ مَحَاسِنُ غَيْرِهِ، وَمَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ عَيْبُ نَفْسِهِ وَمَحَاسِنُ غَيْرِهِ فَلَنْ يُقْلِعَ عَنْ عَيْبِهِ الَّذِي لاَ يَعْرِفُ، وَلَنْ يَنَالَ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ الَّتِي لاَ يُبْصِرُهَا (١) أَبَدًا. خُمُولُ الذِّكْرِ أَجْمَلُ مِنَ الذِّكْرِ الذَّمِيمِ. لاَ يُوجَدُ الْفَخُورُ مَحْمُودًا، وَلاَ الْغَضُوبُ مَسْرُورًا، وَلاَ الْحُرُّ حَرِيصًا، وَلاَ الْكَرِيمُ حَسُودًا، وَلاَ الشَّرِهُ (٢) غَنِيًّا، وَلاَ الْمَلُولُ ذَا إِخْوَانٍ.

(١) في "ك": [الَّتِي لاَ يُبْصِرُ أَبَدًا]. (٢) الشَّرَهُ: غَلَبَةُ الْحِرْصِ، وقد شَرِهَ الرَّجُلُ فهو شَرِهٌ.

1 / 63