وفجأة دوت صرخة مروعة. فتح عينيه مرتعدا فرأى شبحا أسود يطير في الهواء. ارتجت السيارة بعنف وكادت تفقد توازنها، وهصرتهم فرملة شديدة فارتطموا في المساند والأبواب، وانعصروا في تأوه وحشي. - شخص ما تحطم. - قتل عشر مرات. - نهاية متوقعة. - وليلة سوداء.
صاح رجب بصوت أجش: تمالكوا أنفسكم!
وقام نصف قومة لينظر إلى الوراء، ثم جلس مرة أخرى ودفع السيارة فانطلقت. مال أحمد نصر نحوه كالمستطلع فقال بتصميم: يجب أن نهرب!
وركبهم صمت مريض فاستدرك: هو الحل الوحيد.
لم ينبس أحد بكلمة حتى همست سمارة: لعله في حاجة إلى مساعدة؟ - لقد انتهى.
فقالت بصوت أعلى درجة: لا يمكن القطع برأي. - لسنا أطباء على أي حال.
فوجهت سؤالها إلى الجميع: ما رأيكم؟
ولما لم يتحرك لسان تمتمت: أظن ...
وإذا به يفرمل غاضبا حتى وقف بالسيارة في وسط الطريق، ثم التفت إليهم قائلا: لن يقال غدا إنني قررت الهرب برأيي وحده، إني رهن إشارتكم فما رأيكم؟
ثم صاح محتجا على الصمت: أجيبوني! أعدكم بأن أصدع بما تأمرون.
Shafi da ba'a sani ba