يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن. فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست بصاحب ذلك ثم بموسى فيقول كذلك ثم بمحمد ﷺ فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة باب الجنة. فيومئذٍ يبعثه الله مقامًا محمودًا يحمده أهل الجمع كلهم". أخرجه البخاري وابن جرير.
وعن جابر ﵁ عن النبي ﷺ قال: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان وأبو داوود والترمذي وقال: حديث غريب.
وعن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع". أخرجه مسلم وأبو داوود.
والشفاعة خمسة أنواع:
١ - الشفاعة في فصل القضاء لإراحة الخلق جميعًا مسلمهم وكافرهم من طول الموقف وأهواله. وهي مختصة بالنبي ﷺ. وتسمى الشفاعة العظمى، وهي المقام المحمود المذكور في الآية.
٢ - الشفاعة في إدخال فريق الجنة بغير حساب. وهي مختصة به ﷺ، أيضًا.
٣ - الشفاعة في زيادة الدرجات: وهذه ليست خاصة بالنبي إجماعًا.
وهذه الأنواع الثلاثة لم يخالف فيها أحد من علماء التوحيد.
٤ - الشفاعة في مرتكب الكبيرة المستحق دخول النار قبل أن يدخلها.
٥ - الشفاعة في إخراج مرتكب الكبيرة من النار.
وهذان النوعان أنكرهما المعتزلة والخوارج، وكل من قال: إن مرتكب الكبيرة مخلد في النار، وأثبتها الأشاعرة والماتريدية وأهل السنة لوجود الأدلة في ذلك، وقد مر بعضها وهناك شفاعات أخرى داخلة تحت ما ذكر.