من خلص شرب من الحوض. وقيل: يشهد له ما تقدم من أن للحوض ميزابين يصبان فيه من الكوثر. ولو كان قبل الصراط لحالت النار بينه وبين وصول ماء الكوثر إليه. ولكن وصول ذلك ممكن. والله على كل شيء قدير ويمكن الجمع بأن يكون الشرب من الحوض قبل الصراط لقوم. وبعده لآخرين بسبب ما عليهم من ذنوب، فيؤخرون حتى يطهروا من الذنوب بالعذاب في النار.
هذا ولم يقم دليل صريح على شيء مما يذكر. فالواجب اعتقاده هو أن للنبي ﷺ حوضًا تعدد أو اتحد، تقدم على الصراط أو تأخر. ولا يضرنا جهل ذلك، والله الموفق.
٨ - الشفاعة:
وهي لغة الوسيلة والطلب. وعرفًا سؤال الخير للغير، وهي تكون من الأنبياء والعلماء العاملين والشهداء والصالحين.
فعن عثمان بن عفان ﵁ أن النبي ﷺ قال: يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء". أخرجه ابن ماجه، وهو حسن.
يشفع كل لأهل الكبائر على قدر منزلته عند الله تعالى.
والنبي محمد ﷺ أول من يفتح باب الشفاعة حين يشفع في فصل القضاء. وهي الشفاعة العظمى المختصة به، والتي يغبطه عليها الأولون والآخرون، وهي المقام المحمود المذكور في قوله تعالى:
﴿عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا﴾ [الإسراء: ٧٩].
فعن أبي هريرة ﵁ قال: سئل النبي ﷺ عن المقام المحمود في الآية فقال: "هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي". أخرجه أحمد والترمذي والبيهقي في الدلائل.
وعن ابن عمر أن النبي ﷺ قال: "إن الشمس تدنو