247

Tayyasar Tafsiri

تيسير التفسير

Nau'ikan

، وكالتجارة غيرها من الحلال، وخصها لأنها الغالب فى المال وأسباب الرزق، وأوفق بذوى المروءات، وقد يكون المال صدقة ووصية وهبة وإرثا وصداقا وأرشا وقيل المراد بالتجارة ما يعم ذلك استعمالا للخاص فى العام { ولا تقتلوا أنفسكم } لا تردوا أنفسكم بقتل وما دونه، وبالمضرة الأخروية كالإشراك، فالآية من عموم المجاز، للخروج عن الجمع بين الحقيقة والمجاز، وأيضا لا يقتل الإنسان نفسه، ولا نفس غيره من النفس المحرمة بذلك المعنى العام، فشملت الآية من قتل نفسه.

قال صلى الله عليه وسلم:

" من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فهو يتوجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالدا فيها أبدا "

، وروى أن عمرو بن العاص تيمم وهو جنب فى غزوة ذات السلاسل لشدة البرد وصلى إماما ولما رجع وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: لم فعلت ذلك؟ فقال: وجدت الله يقول: { ولا تقتلوا أنفسكم } ، إن الله كان بكم رحيما، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا، وكان بعض أهل الهند لا يأكلون أياما كثيرة لرياضة النفس ومخالفة الهوى، ولا فائدة فى ذلك، ربما ماتوا، وكان بعض أهل الهند يقتلون أنفسهم لأصنامهم، عشقا لها ومبالغة فى عبادتها، وشملت الآية ارتكاب ما يوجب القتل كزنى المحصن، والردة، وقتل النفس، فإنه قتل يوجب قتلا قصاصا، وقد قال صلى الله عليه وسلم:

" المؤمنون كنفس واحدة "

، كما قال تأكلوا أموالكم ولا تلمزوا أنفسكم، وكما هو من عموم قوله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم { إن الله كان بكم رحيما } فى أمره ونهيه إذ أمر بنى إسرائيل بقتل أنفسهم ونهاكم عن قتل أنفسكم.

[4.30]

{ ومن يفعل ذلك } أى ما ذكر من القتل وأكل المال بالباطل، وكل ما نهى عنه، فيما مر من أول السورة، أو من قوله

لا يحل لكم أن ترثوا النساء

[النساء: 19]، أو ما ذكر من القتل { عدوانا } تجاوزا عن الحق عظيما، وتعديا عن الغير تعديا عظيم { وظلما } عملا بالسنة وتعرضا للعقاب على أنفسهم، وترك العدل جور، ثم طغيان، ثم تعد، ثم ظلم { فسوف نصليه } ندخله { نارا } عظيمه { وكان ذلك } الإصلاء { على الله يسيرا } لا مؤونة فيه ولا مشقة ولامانع عنه.

Shafi da ba'a sani ba