(وردّ عَلَيْهِ مثلهَا) أَي يَقُول عَلَيْك صَلَاتي على وفْق الْقَاعِدَة أنّ الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فَصَلَاة الله على النبيّ جَزَاء لصلاته هُوَ عَلَيْهِ (حم عَن أبي طَلْحَة) زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ وَإِسْنَاده حسن
(أَتَانِي ملك برسالة) أَي بِشَيْء مرسول بِهِ (من الله ﷿ ثمَّ رفع رجله) بِكَسْر فَسُكُون الْعُضْو الْمَخْصُوص بِأَكْثَرَ الْحَيَوَان (فوضعها فَوق السَّمَاء) الدُّنْيَا (و) رجله (الْأُخْرَى فِي الأَرْض) هِيَ الجرم الْمُقَابل للسماء (لم يرفعها) تَأْكِيد لما قبله وَالْقَصْد الْإِعْلَام بِعظم أشباح الْمَلَائِكَة (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ حسن
(أَتَانِي ملك فَسلم عليّ) فِيهِ أنّ السَّلَام مُتَعَارَف بَين الْمَلَائِكَة (نزل من السَّمَاء) من النُّزُول وَهُوَ الاهواء من علو إِلَى سفل (لم ينزل قبلهَا) صَرِيح فِي أَنه غير جِبْرِيل (فبشرني أنّ الْحسن وَالْحُسَيْن) لم يسم بهما أحد قبلهمَا (سيدا شباب أهل الْجنَّة) أَي من مَاتَ شَابًّا فِي سَبِيل الله من أهل الْجنَّة إِلَّا مَا خص بِدَلِيل وهم الْأَنْبِيَاء (وأنّ فَاطِمَة) أمّهما (سيدة نسَاء أهل الْجنَّة) هَذَا يدل على فَضلهَا على مَرْيَم سِيمَا إِن قُلْنَا بالأصح أَنَّهَا غير نبية (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان الْعَبْسِي وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا النَّسَائِيّ وَغَيره
(اتبعُوا الْعلمَاء) العاملين أَي جالسوهم واهتدوا بهداهم (فَإِنَّهُم سرج الدُّنْيَا) بِضَمَّتَيْنِ جمع سراج أَي يستضاء بهم من ظلمات الْجَهْل كَمَا يجلى ظلام اللَّيْل بالسراج الْمُنِير ويهتدى بِهِ فِيهِ (ومصابيح الْآخِرَة) جمع مِصْبَاح وَهُوَ السراج فغايرة التَّعْبِير مَعَ اتِّحَاد الْمَعْنى للتفنن وَقد يدّعى أَن الْمِصْبَاح أعظم (فر عَن أنس) بن مَالك وَهُوَ ضَعِيف لضفع الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم الْمَلْطِي
(أتتكم الْمنية) أَي جَاءَكُم الْمَوْت (راتبة) أَي حَال كَونهَا ثَابِتَة مُسْتَقِرَّة (لَازِمَة) أَي لَا تفارق (إمّا) بِكَسْر فتشديد مركبة من أَن وَمَا (بشقاوة) أَي بِسوء عَاقِبَة (وَإِمَّا بسعادة) ضدّ الشقاوة أَي كأنكم بِالْمَوْتِ وَقد حضركم وَالْمَيِّت إمّا إِلَى النَّار وإمّا إِلَى الْجنَّة فالزموا الْعَمَل الصَّالح (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر الْقرشِي (فِي) كتاب (ذكر الْمَوْت) أَي مَا جَاءَ فِيهِ (هَب) كِلَاهُمَا (عَن زيد السّلمِيّ مُرْسلا) قَالَ كَانَ النبيّ إِذا آنس من أَصْحَابه غَفلَة أَو غرّة نَادَى فيهم بذلك وَهُوَ ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد تقوّيه
(اتَّجرُوا) أَمر من التِّجَارَة وَهِي تقليب المَال للربح (فِي أَمْوَال الْيَتَامَى لَا تأكلها) أَي لِئَلَّا تأكلها (الزَّكَاة) أَي تنقصها وتفنيها لِأَن الْأكل سَبَب للفناء (طس عَن أنس) بن مَالك وَسَنَده كَمَا قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ صَحِيح
(أتحبّ) اسْتِفْهَام أَي أتودّ (أَن يلين قَلْبك) أَي يترطب ويسهل (وتدرك حَاجَتك) أَي تطفر بمطلوبك (ارْحَمْ الْيَتِيم) الَّذِي مَاتَ أَبوهُ فَانْفَرد عَنهُ وَذَلِكَ بِأَن تعطف عَلَيْهِ وتحنو حنوّا يَقْتَضِي التفضل وَالْإِحْسَان (وامسح رَأسه) تلطفا وإيناسا أَو بالدهن (وأطعمه من طَعَامك) أَي مِمَّا تملكه من الطَّعَام (يلن قَلْبك وتدرك حَاجَتك) أَي فَإنَّك إِن أَحْسَنت إِلَيْهِ وَفعلت بِهِ مَا ذكر يحصل لَك لين الْقلب وَالظفر بالبغية (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) قَالَ أَتَى النبيّ رجل شكا إِلَيْهِ قسوة الْقلب فَذكره
(اتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا) أَي اصطفاه وَخَصه بكرامة تشبه كَرَامَة الْخَلِيل عِنْد خَلِيله قَالَ ابْن عَرَبِيّ سمي خَلِيلًا لتخلله الصِّفَات الإلهية أَي دُخُوله حضراتها وقيامه بمظهرياتها واستيعابه إِيَّاهَا بِحَيْثُ لَا يشذ شَيْء مِنْهَا عَنهُ قَالَ الشَّاعِر
(وتخللت مَسْلَك الرّوح مني ... وَبِه سمى الْخَلِيل خَلِيلًا)
أَي دخلت من حَيْثُ محبتك جَمِيع مسالك روحي من القوى والاعضا بِحَيْثُ لم يبْق شَيْء مِنْهَا لم تصل
1 / 22