للثَّانِي والبشارة لُغَة اسْم لخَبر يُغير بشرة الْوَجْه مُطلقًا سارا أَو محزنا لَكِن غلب اسْتِعْمَاله فِي الأوّل وَصَارَ اللَّفْظ حَقِيقَة لَهُ بِحكم الْعرف حَتَّى لَا يفهم مِنْهُ غَيره وَاعْتبر فِيهِ الصدْق فَالْمَعْنى الْعرفِيّ للبشارة وَالْخَبَر الصدْق السارّ الَّذِي لَيْسَ عِنْد الْمخبر بِهِ علمه (حم ت ن حب عَن أبي ذرّ) الْغِفَارِيّ جُنْدُب بن جُنَادَة على الْأَصَح
(أَتَانِي جِبْرِيل فبشرني) بِأَن قَالَ لي (إِنَّه من مَاتَ من أمّتك لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا) أَي وَشهد أَنَّك رَسُوله وَلم يذكرهُ اكْتِفَاء بِأحد الجزأين عَن الآخر لما مّر (دخل الْجنَّة فَقلت وَإِن زنى وَإِن سرق قَالَ وَإِن زنى وَإِن سرق) وَإِن ارْتكب كل كَبِيرَة فَلَا بدّ من دُخُوله إِيَّاهَا إمّا ابْتِدَاء إِن عُفيَ عَنهُ أَو بعد دُخُوله النَّار حَسْبَمَا نطقت بِهِ الْأَخْبَار (ق عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ وَفِي الْبَاب غَيره أَيْضا
(أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد كن عجاجا) بِالتَّشْدِيدِ أَي رَافعا صَوْتك بِالتَّلْبِيَةِ (ثجاجا) بِالتَّشْدِيدِ أَي سيالا لدماء الْهدى بنخر الْبدن بِأَن تنحرها (حم والضياء) الْمَقْدِسِي وَالطَّبَرَانِيّ (عَن السَّائِب بن خَلاد) الخزرجيّ
(أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد) صرّح باسمه هُنَا وَفِيمَا قبل تلذذا بِذكرِهِ) كن عجاجا بِالتَّلْبِيَةِ) أَي بقول لبيْك اللهمّ لبيْك أَي إِجَابَة بعد إِجَابَة ولزوما لطاعتك بعد لُزُوم (ثجاجا بنحر الْبدن) المهداة أَو المجعولة أضْحِية فيسنّ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ فِي النّسك أَي للرجل (القَاضِي عبد الْجَبَّار فِي أَمَالِيهِ عَن أبي عمر) بن الْخطاب وَكَذَا الرَّافِعِيّ عَنهُ
(أَتَانِي جِبْرِيل فَأمرنِي) عَن الله تَعَالَى أَمر ندب (أَن آمُر أَصْحَابِي) كَذَلِك (وَمن معي) عطفه عَلَيْهِ دفعا لتوهم أنّ مُرَاده بهم من عرف بِهِ لنَحْو طول مُلَازمَة وخدمة (أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ) إِظْهَار لشعائر الْإِحْرَام وتعليما للجاهل فِي ذَلِك الْمقَام (حم ٤ حب ك) وَصَححهُ (هق) كلهم فِي الْحَج (عَن السَّائِب ابْن خَلاد) الْأنْصَارِيّ الخزرجيّ وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ
(أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ لي أنّ الله يَأْمُرك أَن تَأمر أَصْحَابك أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شَعَائِر الْحَج) أَي من أَعْلَامه وعلاماته (حم ٥ حب ك عَن زيد بن خَالِد) الْجُهَنِيّ
(أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ) لي (أنّ رَبِّي وَرَبك) المحسن إليّ وَإِلَيْك بجليل التربية (يَقُول لَك) أطنب بِزِيَادَة لَك للتّنْبِيه على كَمَال الاعتناء (تَدْرِي) بِحَذْف همزَة الِاسْتِفْهَام تَخْفِيفًا (كَيفَ رفعت ذكرك) أَي على أيّ حَال وَكَيْفِيَّة رفعته (قلت الله أعلم) أَي من كل عَالم (قَالَ لَا أذكر) مَجْهُول الْمُتَكَلّم (أَلا ذكرت) مَجْهُول الْمُخَاطب (معي) أَي كثيرا أَو عَادَة أَو فِي مَوَاطِن مَعْرُوفَة ومقامات مَوْصُوفَة (ع حب والضياء) الْمَقْدِسِي (فِي) كتاب (المختارة) كلهم (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَرَوَاهُ عَنهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا وَحسنه الهيتمي
(أَتَانِي جِبْرِيل فِي خضر) بِفَتْح فَكسر لِبَاس أَخْضَر (تعلق) بِالْقَافِ محرّكا مشدّدا (بِهِ) أَي الْخضر (الدرّ) اللُّؤْلُؤ الْعِظَام يَعْنِي تمثل لي بِتِلْكَ الْهَيْئَة الْحَسَنَة وَذَلِكَ الْمنْهَج المعجب وَكَانَ يَأْتِيهِ على هيئات متكثرة (قطّ فِي) كتاب (الْأَفْرَاد عَن ابْن مَسْعُود) وَضَعفه
(أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ إِذا تَوَضَّأت) أَي غسلت أعضاءك الْأَرْبَعَة بِالنِّيَّةِ (فخلل لحيتك) أَي أَدخل المَاء فِي أصُول شعرهَا وَنبهَ بِهِ على ندب تَخْلِيل كل شعر يجب غسل ظَاهره فَقَط (ش عَن أنس) بن مَالك رمز المُصَنّف لحسنه وَلَا يصفو عَن نزاع
(أَتَانِي جِبْرِيل بِقدر) بِكَسْر فَسُكُون إِنَاء يطْبخ فِيهِ (فَأكلت مِنْهَا فَأعْطيت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (قوّة) أَي قدرَة (أَرْبَعِينَ رجلا فِي الْجِمَاع) زَاد أَبُو نعيم عَن مُجَاهِد وكل رجل من أهل الْجنَّة يُعْطي قوّة مائَة (ابْن سعد)
1 / 20