(فَإِنَّمَا ترزقون وتنصرون) تعانون على عدوّكم (بضعفائكم) أَي بسببهم أَو ببركة دُعَائِهِمْ (حم م حب ك) فِي الْجِهَاد (عَن أبي الدَّرْدَاء) وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم وأقروه
(أبلغوا) أوصلوا (حَاجَة من لَا يَسْتَطِيع) أَي لَا يُطيق (إبلاغ حَاجته) بِنَفسِهِ لي أَو إِلَى ذِي سُلْطَان (فَمن أبلغ سُلْطَانا) أَي إنْسَانا ذَا قوّة واقتدار على إِنْفَاذ مَا يبلغهُ (حَاجَة من لَا يَسْتَطِيع إبلاغها) دينية أَو دنيوية (ثَبت الله تَعَالَى قَدَمَيْهِ) أَي أقرّهما وقوّاهما) على الصِّرَاط) الجسر الْمَضْرُوب على متن جَهَنَّم (يَوْم الْقِيَامَة) لِأَنَّهُ لما حرّكهما فِي إبلاغ حَاجَة هَذَا الْعَاجِز جوزى بِمِثْلِهَا جَزَاء وفَاقا (طب) وَكَذَا أَبُو الشَّيْخ (عَن أبي الدَّرْدَاء) وَفِيه من لَا يعرف
(ابْنُوا الْمَسَاجِد) ندبا مؤكدا (واتخذوها) اجْعَلُوهَا (جما) بِضَم فتشديد أَي اجْعَلُوهَا بِلَا شرف فَإِن اتِّخَاذ الشّرف مَكْرُوه لكَونه من الزِّينَة الْمنْهِي عَنْهَا (ش هق عَن أنس) بن مَالك رمز المُصَنّف لحسنه وَفِيه انْقِطَاع
(ابْنُوا مَسَاجِدكُمْ جما) ندبا (وَابْنُوا مدائنكم) بِالْهَمْز وَتَركه جمع مَدِينَة وَهِي الْمصر الْجَامِع (مشرّفة) كعظمة لِأَن الزِّينَة إِنَّمَا تلِيق بالمدن دون الْمَسَاجِد الَّتِي هِيَ بيُوت الله (ش عَن ابْن عَبَّاس) وَفِي الْبَاب غَيره
(ابْنُوا الْمَسَاجِد وأخرجوا القمامة) بِالضَّمِّ الكناسة (مِنْهَا فَمن بنى لله بَيْتا) مَكَانا يُصَلِّي فِيهِ وَتَقْيِيد الْبَعْض بِالْجَمَاعَة لَا دَلِيل عَلَيْهِ (بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة) سعته كسعة الْمَسْجِد عشر مرّات فَأكْثر كَمَا يفِيدهُ التنكير الدالّ على التَّعْظِيم والتكثير (وَإِخْرَاج القمامة مِنْهَا مُهُور الْحور الْعين) أَي نسَاء أهل الْجنَّة الْبيض الضخمات الْعُيُون يَعْنِي لمن يكنسها وينظفها بِكُل مرّة من كنسها زَوْجَة من حور الْجنَّة فَمن كثر كثر لَهُ وَمن قلل قلل لَهُ (طب والضياء) الْمَقْدِسِي (فِي) كتاب (المختارة عَن أبي قرصافة) الْكِنَانِي حيدرة وَفِي إِسْنَاده جهلة لكنه اعتضد فَصَارَ حسنا
(أبن) أبعد (الْقدح) الْإِنَاء الَّذِي تشرب مِنْهُ (عَن فِيك) عِنْد الشّرْب ندبا وَلَا تشرب كشرب الْبَعِير (ثمَّ تنفس) فَإِنَّهُ أحفظ للْحُرْمَة وأنفى للتُّهمَةِ وَأبْعد عَن تغير المَاء وأنزه عَن القذارة (سموية) أَبُو بشر الْعَبْدي (فِي فَوَائده) الحديثية (هَب) كِلَاهُمَا (عَن أبي سعيد) الخدريّ وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا مَالك وَالتِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا
(أبن آدم) الْهمزَة للنداء (أطع رَبك) مالكك (تسمى) أَي إِذا أطعته تسْتَحقّ أَن تسمى بَين الْمَلأ الْأَعْلَى (عَاقِلا وَلَا تعصه فتسمى جَاهِلا) لأنّ ارْتِكَاب الْمعاصِي مِمَّا يَدْعُو إِلَيْهِ السَّفه وَالْجهل لَا مِمَّا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحِكْمَة وَالْعقل فعلامة الْعَاقِل الْكَفّ عَن مساخط الله وَلُزُوم مَا خلق لأَجله من الْعِبَادَة والعاقل من عقل عَن الله مَا أمره وَنَهَاهُ فَعمل على ذَلِك قيل لكسرى من أولى النَّاس بالسعادة قَالَ أقلهم ذنوبا قبل فَمن أقلهم ذنوبا قَالَ أتمهم عقلا (حل عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ مَعًا وَهُوَ ضَعِيف بل قيل مَوْضُوع
(ابْن آدم عنْدك مَا يَكْفِيك) أَي مَا يسدّ حَاجَتك على وَجه الكفاف (وَأَنت تطلب) أَي وَالْحَال أَنَّك تحاول أَخذ (مَا يُطْغِيك) أَي يحملك على الظُّلم ومجاوزة الْحُدُود الشَّرْعِيَّة والحقوق المرعية (ابْن آدم لَا بِقَلِيل) من الرزق (تقنع) أَي ترْضى والقناعة الرِّضَا بِمَا قسم (وَلَا من كثير تشبع) بل لَا تزَال شَرها نهما (ابْن آدم إِذا أَصبَحت) أَي دخلت فِي الصَّباح وَالْحَال أَنَّك (معافى) أَي سالما من الآلام والآثام (فِي جسدك) أَي بدنك (آمنا) بالمدّ (فِي سربك) بِكَسْر فَسُكُون نَفسك أَو بِفَتْح فَسُكُون مذهبك أَو بِفتْحَتَيْنِ مَنْزِلك (عنْدك قوت يَوْمك) مَا تقوم بِهِ كفايتك فِي يَوْمك (فعلى الدُّنْيَا العفاء) الْهَلَاك والدروس وَذَهَاب
1 / 17