198

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Nau'ikan

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق

[فصلت: 53]، فالإشارة في تحقيق الآية أن العالم بما فيه خلق بتبعية الإنسان؛ لأن العالم مظهر آيات الحق، والآيات المرئيات للإنسان، والإنسان خلق لمعرفة الحق، ولهذا قال تعالى:

وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

[الذاريات: 56] أي: ليعرفون فلو لم يكن لأجل المعرفة ما خلق الإنسان، ولو لم يكن لأجل الإنسان ما خلق العالم بما فيه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" لولاك لما خلقت الأكوان "

وكان العالم مرآة تظهر فيها جمال الحق وجلاله، والإنسان هو المشاهد لآيات الجمال والجلال في مرآة العالم، وهو مرآة يظهر فيه مرآة العالم، وما يظهر فيه كما قال تعالى:

وفي أنفسكم أفلا تبصرون

[الذاريات: 21]، وهذا تحقيق قوله

" من عرف نفسه فقد عرف ربه "

لأن نفسه مرآة جمال ربه، وليس لأحد غير الإنسان أن يشاهد جمال ربه في مرآة العالم ومرآة نفسه بإزاء الخلق، كما قال تعالى:

Shafi da ba'a sani ba