91

Tasirin Lotus

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Nau'ikan

سأل يوهانيس بنفاد صبر: «ما الذي يحدث؟»

همست فاندا: «ششش ... أخشى أن أحدهم سيزورنا.» «اللعنة!»

مرت لحظات كدهر كامل، ثم أرخى أندرياس ذراعه ببطء.

قال أخيرا: «يمكنك مواصلة العمل.»

وماذا كنت أفعل طوال الوقت يا ترى؟ لم تبح بخاطرتها، لم تكن منتبهة ولهذا لم تلاحظ إشارة أندرياس التحذيرية، مما اضطره لترك موقعه فحضر إليها وأطفأ نور مصباح الطاولة.

ردت بصوت منخفض: «شكرا.» «لا بأس ... ليس هناك ما يستوجب الشكر.» جاءها هذا الرد من السماعات. «إلى أين وصلت؟» في النور أخذت تقيم المحاولة التي أجرتها في الظلام، لم تكن سيئة البتة. «أعتقد أني أعرف الآن ما هو المحلل الأعمى.» كان ذلك مصطلحا قرأته كثيرا في الأبحاث العلمية المنشورة، كان يشير به مؤلف البحث إلى أن تجربته نجحت تحت معايير موضوعية، بمعنى أن الشخص الذي يقيم النتائج، يعطي المستحضرات أرقاما مفتاحية لا يعرفها، بحيث لا يعلم إلى أي مجموعة تجارب تنتمي حتى لا تؤثر توقعاته على النتائج. «هو ليس بالأمر المادي، بل نوع من التعمية الذهنية.» رد يوهانيس فورا. «لا ينبغي عليه أن يعرف ما الذي يراه.» «فعلا.» زفرت فاندا. صارت الآن تحمل ربع مخ في كل يد ناظرة إلى مساحات القطع الملساء. هزت رأسها في إحباط، كانت لتعرف أكثر لو أن ما بيديها ديدان الأرض. «كم أفضل لو كان الجهاز العصبي مصنوعا من الحبال. بل لو كان قطعة خبز لكان أوضح.» «هل ثمة غرف مجوفة كبيرة؟» «غرف مجوفة؟» «نعم، شبيهة بقطع الجبن السويسري؟» «لا، هي أشبه بحبة حلوى محشوة بالنوجة من الداخل، ومكسوة بطبقة من الشوكولاتة التي تغير لونها من الخارج. لحاؤها مبرقش قليلا. ثقوب! الأوعية الدموية متباعدة ومستديرة. مفتوحة.»

غمغم يوهانيس: «هذا شكل تعفن الدم لا العته. نحتاج التقاط صور بالضرورة.»

انتهوا بعد نصف ساعة. بعد معارضة وبامتعاض وافق أندرياس على طلب يوهانيس والتقط بعض الصور بكاميرته الرقمية. وضعت فاندا عينات الأنسجة في أوعية بلاستيكية بعد أن ملأتها ببعض الفورمالين الذي أخذته من الوعاء الأبيض. أعاد أندرياس الوعاء إلى مكانه في الوقت الذي قامت هي فيه بوضع المصباح، فالسلك الكهربي، وأدوات التشريح، وعينات الأنسجة في حقيبة ظهرها. هذه المرة تأكدت أن السكاكين موضوعة بأمان. غادرا قسم علم الأمراض من نفس الطريق الذي جاءا منه.

سار أندرياس أولا. كان يبدو مثل الزبال وهو يحمل كيس القمامة تحت ذراعه. وفي الخارج استقبلتهما سماء صافية تتلألأ فيها النجوم، أفادهما الهواء النقي. لم يكن يراقبهما سوى كوكب المريخ الأحمر. «لماذا هو شديد الحمرة؟» أرادت فاندا أن تعرف. خبأ أندرياس رأسه في رقبته. «إنه خجلان منا.» «هل يؤنبك ضميرك؟»

هز أندرياس كتفيه. سارا على طريق العودة المؤدي إلى محطة مترو الأنفاق صامتين، وكان رايموند قد عرض عليهما المبيت عنده.

Shafi da ba'a sani ba