Tasirin Lotus
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Nau'ikan
نظر يوهانيس حائرا ثم قال: «لا.» «ما معنى هذه اللا؟ ألا تستطيع ثروتك اللغوية أن تأتي بما هو أفضل؟»
قال بصوت يرتعش قليلا: «هل من الممكن أن تتخيري نبرة مختلفة للحديث؟ تشعرينني وكأني في محكمة. كان الكمبيوتر مغلقا حين دخلت إلى هنا، وظننت أنك أنت التي فتحته.» «كيف يعقل هذا؟ هل تتوقع حقا أني ضربتك على رأسك فقط لكي أعمل على الكمبيوتر؟ ألم يكن لي أن أفكر في طريقة أسهل؟»
طوى يوهانيس ذراعيه ونظر إليها متفحصا. «كنت تريدين الكمبيوتر؟»
فكرت فاندا مليا: من الممكن أن أمضي نصف الساعة القادمة في جدال معه، ولن أصل إلى شيء. لكن علي أن أعرف لم هو هنا.
قالت بنبرة أهدأ: «كنت أريد أن أدخل إلى مكتبي. ساعتها رأيت باب الماسورة الرئيسية مفتوحا. ووجدتك مستلقيا على ظهرك على الأرضية، فاقدا للوعي. قدمت لك بعض الإسعافات الأولية، وحين أردت الاتصال بطبيب الطوارئ أظلمت الدنيا فجأة. ارتطم شيء صلب برأسي. لا أعرف أكثر من ذلك.» وبدون أن يلاحظ أدخلت يدها اليمنى إلى جيب سترتها. أين ذهبت الورقة المدونة عليها كلمة المرور؟ لم تتمكن من العثور عليها. أصابها دوار. «ماذا يحدث؟» راقب يوهانيس يدها التي لا تزال تبحث في جيب سترتها ... «لقد شحب وجهك فجأة.» «لا أعرف، أشعر بهبوط خفيف. أنا أبحث عن ... مناديلي الورقية.» وقف يوهانيس وناولها عبوة مناديل «كيم» الورقية المبللة، التي كانت على الطاولة. سحبت فاندا منديلا وتمخطت، من الواضح أن حيلتها انطلت عليه. نهضت ببطء من على الأرض وجلست على الكرسي الموضوع أمام الكمبيوتر المفتوح. رأت رموز الاختصارات التي تشير إلى حسابات المعلومات الخاصة بالعاملين كل على حدة. كان رمز زابينة عبارة عن نحلة كبيرة تحدق عيناها فيها بعمق لا قرار له وتلمعان بشدة. لعنت فاندا نفسها سرا: لماذا لا أستطيع أن أتذكر القصائد؟ تذكرت فقط الأرقام المكتوبة في نهاية كلمة المرور، وكل شيء آخر بدا وكأنه حذف تماما. لعبت أصابعها بتوتر على زر أحمر إلى جوار لوحة المفاتيح. أخذته على راحة يدها وتأملته. كان عبارة عن قرص من البلاستيك، حجمه أكبر قليلا من قطعة العملة فئة اثنين يورو، أحمر مثل حبة طماطم. مدت فاندا يدها المنبسطة نحو يوهانيس ثم استدارت نحو الشاشة مرة أخرى.
سألت دون أن تبعد نظرها عن الشاشة: «ما هذا؟» «وما أدراني؟» «لقد كان هنا شخص آخر عدانا يا يوهانيس.» نظرت نحوه الآن بانتباه. «واضح أننا تسببنا في إزعاج هذا الشخص المجهول، لكني أتساءل ماذا كان يريد؟» حك يوهانيس مؤخرة رأسه: «ما زلت أشعر بضغطة ضربته.» تجول بعينيه في الغرفة وكأنه يبحث عن الأداة التي ضرب بها منذ دقائق معدودة، ثم التقت أعينهما. «وإن كان هذا الشخص لا يزال هنا؟» ارتعبت فاندا بمجرد أن تلفظت بكلماتها، فقال يوهانيس مقترحا: «ربما يتعين علي أن أتفقد المكان.» ثم نظر إلى الرواق بالخارج.
سمعته فاندا يقول: «كل شيء هادئ هنا»، ثم اختفى.
لم تصدقه فاندا، لماذا لم تخطر على باله فكرة طلب الشرطة؟ إنه يأخذ الأمر على نحو بسيط. ربما تجول بباله نفس الخواطر بشأني. ومن سجل الأسماء على هاتفها المحمول وجدت رقم زابينة واتصلت بها. وبينما كانت تنتظر أن يتم الاتصال، سحبت ذاكرة يو إس بي ووضعتها في منفذ الكمبيوتر. بدا وكأن زابينة استغرقت دهرا حتى ردت عليها. «ألو؟» ردت زابينة بصوت ناعس.
همست فاندا: «مرحبا هذا أنا.» «مرحبا، من هناك؟» «اللعنة يا بينة، لا أستطيع أن أرفع صوتي الآن.»
قالت زابينة متثائبة: «ما الأمر إذن؟» «سأخبرك فيما بعد، أخبريني بكلمة المرور بسرعة.» «حسنا. في البدء ...» «لا، الحروف بسرعة لأكتبها معك على الكمبيوتر.» «حسنا»، وأملتها الحروف والأرقام، بينما تنقرها فاندا على لوحة المفاتيح، ثم نقرت على مفتاح الدخول وانفتح حساب زابينة. «في أي ملف حفظت بيانات المشروع؟» «ملف: بي آي تي، بيانات 2005، كلها ملفات إكسيل، وهناك ملفا وورد.»
Shafi da ba'a sani ba