67

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Nau'ikan

فقال: أيها الملك إني قصصت أنا وصاحب الطعام على رجل في السجن منامين فخبرنا بتأويلهما، وصدق في جميع ما وصف، فإن أذنت مضيت إليه وأتيتك بتفسير رؤياك، فأذن به الملك، فأتى يوسف في السجن، فقال: (أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان) (1) إلى آخره لعلي أرجع إلى الملك والعلماء الذين جمعهم لتعبير الرؤيا فعجزوا عنها، فيعرفون فضلك، ويخرجوك من السجن.

فقال يوسف في جوابه: أما السبع بقرات السمان والسبع العجاف والسبع السنابل الخضر والسبع اليابسات فإنهن سبع سنين مخصبات يتبعهن سبع سنين مجدبات (2)، فادأبوا في الزراعة في تلك السنين المخصبة بجد واجتهاد، وكلما تحصدونه ذروه في سنبله بغير دوس ولا تذرية (إلا قليلا مما تأكلون) (3) وإنما أمرهم بذلك ليكون أبقى وأبعد من الفساد، لأن السنبل إذا ترك بحاله لا يقع فيه السوس ولا يهلك وإن بقي مدة من الزمان، وإذا صفي أسرع إليه الفساد، (ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن) (4) وأضاف الأكل إلى السنين لأن الأكل يقع فيها أكثر.

وروي أن يوسف (عليه السلام) كان يقرب زاد اثنين إلى واحد فيأكل نصفه فيشبع ويترك الباقي، فلما كان أول السنين المجدبة قرب طعام اثنين إلى واحد فأكله، فقال: هذا أول السنين الشداد، وكانت السبع سنين المخصبات كثرت فيها الأمطار وفاض ماء النيل، فلما انقضت أمسك الله المطر ولم يوف النيل فوقع

Shafi 93