221

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Nau'ikan

وتسديدك، حتى إذا وردت من عين اليقين وردا وصدرا، وكشف بها الحق المبين عن غوامض أسراره حجابا وسترا، وصار المحب حبيبا، والطالب مطلوبا.

جعلتهم معادن علمك، ومواضع حكمك، وتراجمة وحيك، وسفرة أمرك، وعصمتهم من كل عيب، ونزهتهم من كل ريب، وتوجتهم بتاج عنايتك، وأفرغت عليهم خلع كرامتك، وأسريت بهاديهم إلى الصفيح الأعلى، وسموت بساميهم إلى المقام الأدنى، وأطلعته على أسرار ملكوتك، وشرفته بخطاب حضرة جبروتك، ووسمته بخاتم النبيين، وسميته بأحمد ومحمد وطه وياسين، وجعلته أفضل أهل السماوات وأهل الأرضين، وأيدته بوليك سيد الوصيين، وفرضت ولاءها وولاء أهل بيتهما على عبادك أجمعين، فقلت: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (1).

فمن سلك سبيلهم، واقتفى دليلهم، فهو ممن ألحقته جناح رحمتك، وأورثته نعيم جنتك، ورقمت اسمه في جرائد المنتجبين من خواصك، وأثبت وسمه في صحائف الموسومين بإخلاصك.

ومن تولى عن أمرهم، وأنكر عنهم برهم، وتوالى من جرت عليه نعمتهم، وعظمت لديه مننهم، واستطال على الناس برفيع مجدهم، واشتهر بالباس بغرار حسدهم، وتاه في ظلمة ضلالته، وغرق في لجة جهالته، فهو ممن قلت فيه:

(يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين)

Shafi 248