Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Nau'ikan
يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، لا تشارك في وجوب وجودك، ولا تضاهى في فضلك وجودك، ولا يخرج عن سلطانك قوي ولا ضعيف، ولا يفلت من قبضتك دني ولا شريف، ولا يخرج عن إحصائك وفي ولا طفيف، أنت الظاهر ببديع قدرتك، القاهر بعموم ربوبيتك، حكمت بالموت، وقضيت بالفوت، فلا راد لقضائك، ولا مفر من بلائك.
سبحانك أخرجتنا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، وقضيت لنا في دار بلائك بالحسنى وزيادة، وجعلت لنا أرضك فراشا، وسخرت لنا من رزقك معاشا، وركبت فينا أدوات معرفتك، وآلات عبادتك، من عقول كاملة، وأركان عاملة، وجوارح مطيعة، وقوى مستطيعة.
وأودعت في أجسادنا من عجائب حكمتك، وغرائب صنعتك، أعدل شاهد على وحدانيتك، وأكبر دال على فردانيتك، من آلات بسط وقبض، ورفع وخفض، وحركة وسكون، وظهور وبطون، وطبائع مصرفة، وقوى مختلفة، من باصرة وسامعة، ومفرقة وجامعة، وماسكة ودافعة، وموصلة ومانعة، وذاكرة وحافظة، وذائقة ولافظة.
ونصبت لنا من خواصك أعلاما جعلت قلوبها مواطن حبك، ومعادن قربك، لما فازت بالدرجة العلية من فيضان عنايتك، وشربت بالكأس الروية من شراب محبتك، أطربها بلبل دوح عرفانك تشتهي نغمته، وأرقها صوت مجيد فرقانك بفصيح كلمته، فطالعت جلال جمالك بأبصار بصائرها، وشاهدت أنوار تجليات عظمتك بأفكار سرائرها، فجرت في مضمار عشقها إلى حضيرة قدسك، وسلكت بقدم صدقها إلى مقام انسك، لم تقصر قواها عن الترقي في مدارج السلوك بتوفيقك وتأييدك، ولم تختلجها عوارض الشكوك بإرشادك
Shafi 247