Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Nau'ikan
راجعوه (1)، ثم أغروا به سفهاءهم، فقعدوا له صفين على طريقه.
فلما مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين صفيهم جعلوا لا يرفع قدما ولا يضعها إلا رضخوها بالحجارة حتى أدموا رجليه، فخلص منهم وهما تسيلان بالدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم، واستظل بظل حبلة- وهي الكرمة- وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وهما من بني عبد شمس، وهما من أكابر قريش، وكان لهم أموال بالطائف، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ولرسوله.
وكلاهما قتلا يوم بدر وقتل معهما الوليد بن عتبة، قتل عتبة أبو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، ضربه على هامته بالسيف فقطعها، وضرب هو عبيدة بن الحارث على ساقه فأطنها (2) فسقطا جميعا، وحمل شيبة- أخوه- على حمزة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما، وحمل أمير المؤمنين (عليه السلام) على الوليد فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه.
قال علي (صلوات الله عليه): لقد أخذ الوليد يمينه بشماله فضرب بها هامتي، فظننت أن السماء سقطت على الأرض، ثم اعتنق حمزة وشيبة، فقال المسلمون: يا علي، أما ترى الكلب فقد أنهر (3) عمك؟ فحمل عليه علي (عليه السلام)، ثم قال لحمزة: يا عم، طأطئ رأسك- وكان حمزة أطول من شيبة- فأدخل حمزة رأسه في صدره، فضربه علي (صلوات الله عليه) فطرح نصف
Shafi 162