بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله، محمد رسول الله. وانا جلسنا على کرمی الملك، ونحن مسلمون. فيتلقون أمل بغداد هذه البشرى، ويعتمدون في المدارس والوقوف وجميع وجوه البر ما كان يعتمد في أيام الخلفاء العباسيين. و وجع كل ذي حق إلى حقه في أوقاف المساجد والمدارس، ولا يخرجون عن القواعد الإسلامية. وأنتم يا أهل بغداد مسلمون. وسمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تبرح هذه العصابة الإسلامية مستظهرة إلى يوم القيامة. وقد عرفنا أن هذا الخبر خبر صحيح، ورسول صحيح. ورب واحد أحد فرد صمد. فتطيبون قلوبكم وتكتبون إلى البلاد جميعها. وشرع الملك أحمد في تجهيز زل إلى أبواب مولانا السلطان. فسير قاضي القضاة قطب الدين محمود الشيرازي قاضی سیواس، والأمير بهاء الدين أتابك السلطان مسعود صاحب الروم، والأمير شمس الدين بن الصاحب أحد خواص صاحب ماردين. ومعهم جماعة كبيرة من أتباع وأشياع وغلمان و ماليك وخواص و تجمل عظيم. فوصلوا البيرة وكان ذلك، لا بلغ مولانا السلطان كتب إلى النواب بالاحتراز عليهم، وأن أحدة من خلق الله لا يرام، ولا يجتمع بهم، ولا يتحدث معهم بكلمة، ولا يسار بهم إلا في الليل. فدخل بهم إلى حلب في ليلة السبت الحادي والعشرين من جمادى الآخرة وأنزلوا بها خفية من غير أن يعلم بهم أحد. هم أحفروا إلى دمشق، ومنها إلى مصر وأدخلوا بالليل وأحضروا بين يدي مولانا السلطان. فقبلوا الأرض بين يديه. وأحضروا بين ايديهم كتابا ومشافهة تحدثوا بها.
Shafi 5