فركبها فيها، ولو كان ذلك كذلك لكنا نعرف نحن ما كنا عليه، وإذا
---
= صانعهم، فكأنه سبحانه لما ألزمهم الحجه بعقولهم على حدثهم ووجود محدثهم قال لهم: (ألست بربكم) فلما لم يقدروا على الامتناع عن لزوم دلائل الحدث لهم كانوا كقائلين بلى. وقوله تعالى: (أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) (الاعراف: 173) ألا ترى أنه احتج عليهم بما لا يقدرون يوم القيامة أن يناولوا [ يتأولوا ] في إنكاره ولا يستطيعون. وقد قال سبحانه: (والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) (الحج: 18) * ولم يرد أن المذكور يسجد (كذا) كسجود البشر في الصلاة، وإنما أراد أنه غير ممتنع من فعل الله، فهو كالمطيع لله، وهو يعبر عنه بالساجد. قال الشاعر: بجمع تظل البلق في حجراته * ترى الاكم فيه سجدا للحوافر * * = * أول الاية: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض). قال المصنف - قده - في جواب المسألة الرابعة من المسائل العكبرية: السجود في اللغة التذلل والخضوع ومنه سمى المطيع لله ساجدا لتذلله بالطاعة لمن أطاعه، وسمى واضع جبهته على الارض ساجدا لمن وضعها له لانه تذلل بذلك له وخضع والجمادات وإن فارقت الحيوانات بالجمادية فهي متذللة لله عز وجل من حيث لم تمتنع من تدبيره لها وأفعاله فيها، والعرب تصف الجمادات بالسجود وتقصد بذلك ما شرحناه في معناه، ألا ترى إلى قول الشاعر وهو زيد الخيل: بجمع تظل البلق في حجراته * ترى الاكم فيه سجد اللحوافر أراد أن الاكم الصلاب في الارض لا تمتنع في هدم حوافر الخيل لها وانخفاضها بعد الارتفاع... والتذلل بالاختيار والاضطرار لله عز اسمه يعم الجماد والحيوان الناطق والمستبهم معا. چ * * وفي الكامل للمبرد - ص 156 ج 2 ط مصر 1339 ه: ويروى عن حماد الراوية قال: قالت ليلى بنت عروة بن زيد الخيل لابيها: هل رأيت قول أبيك: بني عامر هل تعرفون إذا غدا * أبو مكنف قد شد عقد الدوابر بجيش تضل البلق في حجراته * ترى الاكم منه سجدا للحوافر مكنف كمحسن كنية زيد الخيل الصحابي - رض -. قال العلامة ابن قتيبة الدينورى (المتوفى سنة 276 ه في كتاب (المعارف - ص 145 ط مصر 1353،: كان مكنف أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى وصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماه زيد الخير وحماد الراوية مولى مكنف. چ (*)
--- [ 85 ]
Shafi 84