Zamanin Tashi: Tarihin Al'ummar Larabawa (Sashi na Biyu)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Nau'ikan
صلى الله عليه وسلم
واشتداد وطأة المرض عليه. (6-2) مرض الرسول
لم يمض على حجة الوداع ثلاثة أشهر حتى مرض الرسول بالحمى، فلما اشتد المرض استأذن نساءه أن يمرض في بيت عائشة، وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، ولما وجد في يوم بعض النشاط خرج متوكئا على علي والفضل، والعباس أمامهم والنبي معصوب الرأس يخط برجليه حتى جلس في أسفل مرقاة المنبر، ثم نهض فحمد الله وأثنى عليه وقال: «أيها الناس، بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، هل خلد نبي من قبلي فيمن بعث فأخلد فيكم؟ ألا وإني لاحق بربي وإنكم لاحقون بي، فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيرا، وليوصي المهاجرين فيما بينهم؛ فإن الله يقول:
والعصر * إن الإنسان لفي خسر . وإن الأمور تجري بإذن الله، ولا يحملنكم استبطاء أمر على استعجاله؛ فإن الله عز وجل لا يعجل بعجلة أحد. ومن غالب الله غلبه، ومن خادع الله خدعه:
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . وأوصيكم بالأنصار خيرا، فإنهم الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلكم، أن تحسنوا إليهم، ألم يشاطروكم في الثمار؟ ألم يوسعوا لكم في الديار؟ ألم يؤثروكم على أنفسهم وبهم الخصاصة؟ ألا فمن ولي أن يحكم بين رجلين فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، ألا ولا تستأثروا عليهم، ألا وإني فرط لكم وأنتم لاحقون بي، ألا فإن موعدكم الحوض، ألا فمن أحب أن يرده علي فليكف يده ولسانه، إلا فيما ينبغي.»
ولما كان يوم الأحد اشتد الوجع عليه
صلى الله عليه وسلم ، ولما دخل يوم الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول المتمم عشر سنين للهجرة، فارق الرسول الكريم هذه الدنيا الفانية واختار الرفيق الأعلى، وكان ذلك حين زاغت الشمس، وصادف ذلك يوم 8 حزيران من سنة 632 للميلاد ، وهو في الثالثة والستين من عمره.
ولما علم المسلمون بنبأ وفاة الرسول طاش حلمهم، ووقف عمر رافعا سيفه مهددا بالقتل من يقول بموت النبي، ولكنه ذهب كما ذهب موسى، وإنه ليرجعن. ثم أقبل أبو بكر وعمر يتكلم في الناس، فلم يلتفت إليه حتى دخل على الرسول وهو مغطى بثوبه، فكشف عنه وقال: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وطبت ميتا، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة، فعظمت عن الصفة، وجللت عن البكاء، وخصصت حتى صرت مسلاة، وعممت حتى صرنا فيك سواء، ولو أن موتك كان اختيارا منك لجدنا لموتك بالنفوس، ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفذنا عليك ماء الشئون، فأما ما لا نستطيع نفيه عنا فكمد وإدناف يتحالفان ولا يبرحان، اللهم فأبلغه عنا السلام، اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك، فلولا ما خلفت من السكينة لم نقم لما خلفت من الوحشة. اللهم أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا.
ثم خرج إلى الناس وهم يموجون حزنا وعويلا، فخطب فيهم هذه الخطبة الحكيمة التي أرجعتهم إلى الصواب، وأثابتهم إلى رشدهم، حين قال: الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الدين كما شرع، وأن الحديث كما حدث، وأن القول كما قال، وأن الدين هو الحق المبين. أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وإن الله قد تقدم إليكم في أمره، فلا تدعوه جزعا، وإن الله قد اختار لنبيه عنده على ما عندكم، وقبضه إلى ثوابه، وخلف فيكم كتابه، وسنة نبيه، فمن أخذ بهما عرف، ومن فرق بينهما أنكر. يا أيها الذين آمنوا، كونوا قوامين بالقسط، ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم، ولا يفتننكم عن دينكم، فعاجلوه بالذي تعجزونه، ولا تستنظرونه فيلحق بكم.
6
Shafi da ba'a sani ba