Zamanin Farko: Tarihin Al'ummar Larabawa (Sashe na Farko)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Nau'ikan
10
وقد كان الثموديون خلفاء لقوم عاد الذين سكنوا ديارهم، وضاعت عنا تفصيلات أخبارهم، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، وقال إن الله سبحانه قد أحل الثموديين محل قوم عاد لما طغوا وعبدوا الأصنام، وخرجوا عن طاعة الله، واستبدوا فبوأهم وأعزهم حتى بلغوا درجة رفيعة في الحضارة، وشيدوا القصور في السهول، ونحتوها في الجبال.
وقد عبد الثموديون الأصنام وألهوها، ومن أصنامهم المشهورة «ود» الذي أشار إليه القرآن الكريم، وقد كانت له مكانة رفيعة عند جميع قبائل العرب الشمالية والجنوبية، والظاهر أنه كان من الآلهة القديمة جدا، ولعله كان من آلهة العرب العظمى في الألف الثاني قبل الميلاد، وذهب المستشرق الألماني البروفسور هومل إلى أنه هو الإله «هدد» أو «أدد» الذي عبد في الشمال أيضا، وأنه هو القمر، وقد ظل هذا معبودا إلى ما بعد ظهور الإسلام عند العرب الجاهلية حتى حطمه الإسلام، ومن أصنامهم أيضا الإلهة «شمس» التي كانوا يعبدونها، وقد كانت معبودة أيضا في الشمال عند البابليين، وفي الجنوب عند اليمنيين، ومن أصنامهم أيضا الآلهة «مناف» و«مناة» و«كاهل» و«بعلت» و«يهو».
11
والحضارة الثمودية حضارة تتجلى اليوم أكثر ما تتجلى في آثارها الكتابية وخطوطها، وبخاصة الخط المتأثر بالخطين المسند والآرامي، أما عدا الآثار الكتابية وبعض الآثار العمرانية فإنها تكاد تكون مجهولة حتى الآن.
وقد خلفوا مدنا خالدة، أجلها «الحجر»، وهي مدينة عظيمة جنوبي مدينة تيماء، وعلى بعد يوم من وادي القرى، ويقال لها اليوم: «الخريبة» و«فج الناقة»، وهي التي يسميها بطليموس بدنتا
Badanta ، ولما احتل سرجون الثاني بلاد العرب في سنة 715ق.م. احتلها وأراد تهديمها، ولكنه لم يتمكن، ثم تركها بعد أن جلا عن البلاد العربية جمعاء.
وقد ظل الثموديون معروفين إلى القرن الخامس للميلاد، فقد ورد في بعض المصادر التاريخية الرومانية أن الجيش الروماني في هذا القرن كان يحتوي على فرقة عرفت باسم الثموديين، وأنها كانت من سكان تلك المدينة.
12
وصفوة القول أن تاريخ ثمود ما يزال بعد غامضا، ولكن التنقيبات الأثرية المستقبلة تكشف لنا عن الكنوز المدفونة المجهولة عن تاريخهم. (3) المملكة الجنوبية
Shafi da ba'a sani ba