Tarihin Fassarar a Masar a Lokacin Yakin Faransa
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Nau'ikan
ولم يكن الجبرتي العالم المصري الوحيد الذي اتصل بالفرنسيين وأعجب بعلمهم، بل اتصل بهم أيضا شاعر مصر وقتذاك السيد إسماعيل الخشاب، فالجبرتي يروي له شعرا قاله في رجلين منهم، أحدهما اسمه «ريج»
11
والثاني واحد من رؤساء كتابهم من العارفين ببعض العلوم العربية. يقول الجبرتي: «ولما وردت الفرنساوية لمصر اتفق أن علق (أي الخشاب) شابا من رؤساء كتابهم، كان جميل الصورة لطيف الطبع عالما ببعض العلوم العربية، مائلا إلى اكتساب النكات الأدبية، فصيح اللسان العربي، يحفظ كثيرا من الشعر، فلتلك المجانسة مال كل منهما للآخر، ووقع بينهما توادد وتصاف حتى كان لا يقدر أحدهما على مفارقة الآخر، فكان - الخشاب - تارة يذهب لداره وتارة يزوره هو ...»
12
كان أبو الخشاب نجارا ثم احترف تجارة الأخشاب، غير أن ابنه لم يشأ أن يمتهن مهنة أبيه، وتثقف بثقافة العصر الدينية اللغوية، وتلقى العلم على مشايخ العصر، واتصل منهم بالشيخ العروسي شيخ الجامع الأزهر (1193-1208 / 1179-1793)، وبالعلامة السيد محمد المرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس، وبالشيخ محمد الأمير
13
مفتي المالكية ... إلخ ... إلخ، ثم أقبل على قراءة الكتب الأدبية، وكتب الصرف والتاريخ، «وأولع بذلك ... حتى صار نادرة عصره في المحاضرات والمحاورات، واستحضار المناسبات والماجريات، وقال الشعر الرائق، والنثر الفائق ...»
14
ويبدو أن هذه الصداقة بينه وبين بعض المستشرقين من علماء الحملة مهدت له السبيل للاتصال الرسمي بقادة الفرنسيين، فلما أعيد تأسيس الديوان في عهد «مينو» اختير الشيخ إسماعيل ليكون أمينا لمحفوظات الديوان، أو على حد تعبير الجبرتي: «كاتب سلسلة التاريخ»، فكان هو «المتقيد برقم كل ما يصدر في المجلس من أمر أو نهي، أو خطاب أو جواب، أو خطأ أو صواب.» وذلك لأن «القوم كان لهم مزيد اعتناء بضبط الحوادث اليومية في جميع دواوينهم، وأماكن أحكامهم، ثم يجمعون المتفرق في ملخص يرفع في سجلهم بعد أن يطبعوا منه نسخا عديدة يوزعونها في جميع الجيش حتى لمن كان منهم في غير مصر من قرى الأرياف، فنجد أخبار الأمس معلومة للجليل والحقير منهم ...»
15
Shafi da ba'a sani ba