Tarihin Tamaddun Musulunci
تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)
Nau'ikan
2
ومن أعمال عبد الملك أنه ضرب النقود الذهبية بالعربية، ونقل الطراز من الرومية إلى العربية، وسيأتي تفصيل ذلك. وكان عامل عبد الملك على العراق الحجاج بن يوسف المشهور بدهائه وغلظته، وكان نصيرا له على تأييد دولته فحارب عبد الله بن الزبير، وكان هذا يدعو الناس إلى بيعته دون بني أمية فحاصره الحجاج في مكة وضرب الكعبة بالمنجنيق، ثم قتله واستخلص الخلافة لعبد الملك.
قال ابن الأثير «وهو (عبد الملك) أول من غدر في الإسلام، وأول من نهى عن الأمر بالمعروف، فإنه قال في خطبته بعد قتل ابن الزبير ولا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه».
3
ومنهم الوليد بن عبد الملك (سنة 86-96) وفي أيامه فتحت الأندلس وامتدت فتوحاته من جهة تركستان وبعض جزائر البحر المتوسط، واتسعت حال بني أمية في بناء القصور واتخاذ المصانع والضياع. (2-2) عمر بن عبد العزيز
ومن أشهر خلفاء بني أمية عمر بن عبد العزيز بن مروان (حكم سنة 99-101ه) وكان أقربهم جميعا إلى سيرة الخلفاء الراشدين، ولعله كان كذلك لقرابته من عمر بن الخطاب، لأنه ابن حفيدته، فلما تولى الخلافة جعل جده عمر قدوته بالزهد والعدل، وكان بنو أمية منذ جاهروا بطلب الخلافة فرضوا لعن علي على المنبر فرأى عمر أن ذلك لا يوافق روح الإسلام فأمر بإبطاله
4
فلم تقع أعماله هذه موقعا حسنا لدى بني أمية، وخصوصا لأنه منعهم من اقتناء الأملاك، وكان عمر بن الخطاب قد نهاهم عن ذلك فلم يسمعوا فأعاده هو، فخافوا إذا طال حكمه أن يخرج الخلافة منهم فعجلوا به. (2-3) يزيد بن عبد الملك
وخلفه ابن عمه يزيد بن عبد الملك، وكان من أهل اللهو والطرب فشغل عن مصالح الدولة بجاريتين اسم إحداهما سلامة والأخرى حبابة، وتسلطت حبابة على عقله وقلبه فأصبحت المملكة طوع إرادتها، تولي من شاءت وتعزل من شاءت، وهو لا يعرف من أمور الدنيا شيئا، فلامه أخوه مسلمة وقال له «توليت هذا الأمر بعد عمر بن عبد العزيز وعدله، فتشاغلت بهذه الجارية عن النظر في الأمور، والوفود ببابك وأصحاب الظلامات يصيحون وأنت غافل عنهم» فتأثر لقوله وقال «صدقت» وهم بترك الشراب ولم يجتمع بحبابة أياما، فاشتاقت هي له فلما كان يوم الجمعة قالت لبعض جواريها «إن خرج أمير المؤمنين للصلاة فأعلميني» فلما أراد الخروج أعلمتها فتلقته والعود في يدها وغنت:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا
Shafi da ba'a sani ba