Tarihin Tamaddun Musulunci
تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)
Nau'ikan
وهي عندهم الفصل بين الناس إذا اختلفوا، وتشبه القضاء في الإسلام أو التحكيم. (14)
الأموال المحجرة:
وهي أموال كانوا يسمونها لآلهتهم، وفيها النقد والحلي وربما أشبهت بيت المال، وكانت ولايتها في بني سهم. (15)
العمارة:
ويراد بها أن لا يتكلم أحد في المسجد الحرام بهجر ولا رفث ولا يرفع فيه صوته.
5
فترى مما تقدم أن بعض هذه المناصب لا أهمية لها على الإطلاق، ولكن يظهر أنهم أكثروها ليرضوا كل بطون قريش، خوفا من التحاسد وإجلالا لقدر الكعبة والمبالغة في تعظيمها.
وترى أيضا أنهم جمعوا بها بين السياسة والدين والإدارة والحرب، ولكنهم اقتسموها فيما بينهم بما يشبه الجمهورية، أو هو نوع من الحكومة لا ترى له شبيها بين الأمم المتمدنة، وربما أشبهت الحكومة الشورية من بعض الوجوه، إلا أن للشورى رئيسا كالملك أو السلطان أو رئيس الجمهورية وليس في هذه شيء من ذلك إلا ما قد يكون لصاحب دار الندوة أو السدانة من الرياسة. (3-2) النهضة العربية قبل الإسلام
إذا تدبرت تاريخ العرب قبل الإسلام على غموضه وإبهامه، تبين لك أمور تدعو إلى الاعتبار وإعمال الفكرة، منها أن العرب على اختلاف القبائل والبطون، قلما نبغ فيهم شاعر أو خطيب أو حكيم أو كاهن في عصورهم الجاهلية الثانية إلا بعد دخولهم في القرن الأول قبل الهجرة، ولا يعترض بضياع أخبار من ظهر منهم قبل ذلك التاريخ، فقد حفظوا أخبار عاد وثمود وصالح وهود قبل ذلك يقرون متطاولة، وذكروا بضعة شعراء ظهروا قبل القرن الأول المذكور، فلو نبغ غيرهم من الشعراء أو الخطباء لما ضاع ذكرهم ضياعا تاما، وأما تاريخهم في جاهليتهم الأولى وهم في بابل أو اليمن، فلم يصلنا منه ما يشفي الغليل.
فتكاثر الشعراء والخطباء والحكماء في القرن الأول قبل الإسلام دفعة واحدة هو ما عبرنا عنه بالنهضة العربية أو الأدبية، على أنها لم تكن تقتصر على الأدب والشعر ولكنها شملت الدين أيضا، فقد كان هناك نهضة دينية اضطربت فيها الأفكار واختلطت الاعتقادات، وأصبح أهل الجاهلية لا يعرفون لمن يصلون ولا إلى من يتوسلون، يذبح أحدهم للصنم ويدعو إلى الله، وفيهم عبدة الحجارة وعبدة النار وعبدة الأصنام، وفيهم الموحدون والمشركون وغير ذلك من أنواع العبادات المتضاربة، وقد ظهر في أثناء ذلك الاضطراب من حرم الخمر ورفض الأصنام، وأصبح الناس يتوقعون الفرج من باب النبوة، وكان ذلك حديث الناس في مجالسهم، فادعى النبوة غير واحد من قبائل مختلفة وهم بعضهم بادعائها مما يدل على تنبه الأذهان إلى أمر الدين والتفكير في عواقب الأعمال.
Shafi da ba'a sani ba