Tarihin Tamaddun Musulunci
تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)
Nau'ikan
3
فشق ذلك على خزاعة، وحدثت بسببه حروب بينهم وبين قريش ثم تداعوا إلى الصلح والتحكيم، فحكموا بينهم رجلا من قريش فقضى لقصي، وما زالت سدانة الكعبة في قريش حتى جاء الإسلام.
وكانت سدانة الكعبة تستلزم السيادة على مكة، فجمع قصي أهله من قريش في مكة، وحولها فملكوه عليهم، فقسم مكة أرباعا بينهم، فبنوا المساكن وعمرت بهم وأصبح هو سيدهم في كل شيء، وخلفه بعده ابنه عبد مناف، وكان في جملة أولاد عبد مناف ولدان هاشم، وعبد شمس، فلما دنت وفاة عبد مناف أوصى بالسدانة لهما ثم انفرد بها هاشم، وكان لعبد شمس ابن اسمه أمية (جد بني أمية) حسد عمه على الرئاسة، فآل ذلك إلى المنافرة، فكره هاشم أن ينافر ابن أخيه فلم تتركه قريش حتى نافره على خمسين ناقة والجلاء عن مكة عشرين سنة، فرضي أمية وجعلا الكاهن الخزاعي حكما بينهما، فاستفتياه فقضى لهاشم بالغلبة فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها وغاب أمية عن مكة بالشام عشرين سنة على حسب الشرط، وكانت تلك أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية وتوارثها أعقابهما إلى أيام الإسلام، وتولى الكعبة بعد هاشم ابنة عبد المطلب جد النبي صاحب الشريعة الإسلامية.
وكانت منزلة قريش من سائر قبائل العرب مثل منزلة اللاويين من بني إسرائيل، ولهم مثل امتيازاتهم، وهي تشبه امتيازات الكهنة في النصرانية، وكانوا لا يؤدون إتاوة ولا يتكلفون دفاعا ... يحكمون على الناس ولا يحكم عليهم أحد ... وكانوا يتزوجون من أية قبيلة شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك، وكانوا لا يزوجون أحدا إلا اشترطوا عليه أن يكون متحمسا لدينهم - «التحمس التشدد في الدين»
4 - وقد فرضوا فروضا ألزموا الناس باتباعها. (3) حكومة العرب في الجاهلية
ونريد بالعرب خاصة عرب الحجاز وبالأخص قريش، لأن منها ظهر النبي محمد
صلى الله عليه وسلم .
والحكومة في الجاهلية متشابهة عند سائر أهل البادية، فإن المناصب التي تعد عند أهل العالم المتمدن بالعشرات، تجتمع عندهم في شخص شيخ القبيلة، فالشيخ هو الملك، والقاضي، وصاحب بيت المال، وقائد الجند وكل شيء، وكانوا يختارون لهذه الرياسة أقواهم عقلا وأكثرهم دهاء وسياسة بلا تواطؤ أو تعمد، وإذا تساوى عدة منهم في القوة والدهاء اختاروا أكبرهم سنا وأوسعهم جاها، وإذا اجتمعت عدة قبائل في محالفة على حرب واحتاجوا إلى من يرأسهم جميعا، اقترعوا بين أهل الرئاسة، فمن خرج سهمه رأسوه، كبيرا كان أو صغيرا.
ذلك كان شأن العرب الرحل أهل الغزو والسطو، أما الحضر وهم أهل مكة فقد كانت السيادة فيهم لسادن الكعبة، ولما أفضت السدانة إلى قريش، صارت السيادة لهم في كل شيء. (3-1) الكعبة والتجارة وقريش
كانت قريش كما قدمنا حضرا أهل تجارة، وتجارتهم قائم أكثرها على الحجاج الذين يردون مكة في المراسم، فكان من مقتضيات مصلحتهم تسهيل طرق القدوم وترغيب الناس في الحج، وفي جملة ما بعث القبائل على زيارة الكعبة، أنه كان لكل قبيلة منها صنم خاص بها، تأتي في المواسم لزيارته والذبح له حتى زاد عدد الأصنام في الكعبة على ثلثمائة صنم وفيها الكبير والصغير، ومنها ما هو على هيئة الآدميين أو على هيئة بعض الحيوانات أو النباتات.
Shafi da ba'a sani ba